للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[٢ - هلال بن الأسعر]

وقد امتاز بضخامة الجسم وطوله النادر وبشرهه في الأكل وصبره على الجوع وهو من بني مازن بن عمرو بن تميم.

[٣ - مالك بن الريب]

وقد تفرد بينهم بالجمال والفتوة واللصوصية الفتاكة وهو من بني مازن بن عمرو بن تميم.

إن السليك بن السلكة جاهلي ومجال نشاطه في الجاهلية، وقد لقي مصرعه على إثر حزازات شخصية بينه وبين اثنين من قبيلة خثعم وكان هو وزميليه هلال ابن الأسعر شاعرين؛ الأول كما أسلفنا جاهلي والثاني إسلامي ومالك بن الريب كان من الشعراء في الطبقة الأولى وقد لقي مصرعه في إحدى الغزوات التي كانت بين المسلمين وأعدائهم وقد رثي نفسه في قصيدته المشهورة التي سبق ذكرها وكانت حياته مشرفة حيث صقلته وجعلته من المهذبين، ولا ينزل من قيمة السليك أن يكون من حفدة بعض صعاليك العرب ولصوصهم وقطاع الطرق لأن لكل ظروفه التي حدت به إلى إبراز دوره في الحياة وكل ميسر لما خلق له وقد أبي أبوه عمرو ابن يثرب أن يلحقه بنسبه حيث كان ابن أمة سوداء، والعرب في الجاهلية يستنكفون أن يلحقوا أبناء الإماء معهم ولو أنهم تلوثوا في دمائهم مع أن أبناء الإماء كانت لهم السلطة في الدولة العباسية، وقد سأل الفيروز آبادي (١) عنه أول ما سأل فقال: إنه شاعر لص فتاك عداء.

[سرعة عدوه]

اشتهر بسرعة العَدْو وكان في عَدْوه لا يلحق ولا تتعلق به خيولهم ورجالهم ومما قصه أبو عبيدة (٢) أن السليك رأى طلائع لبكر بن وائل وهم أعداء لقومه بني تميم متجهين إلى قومه. فقالوا: إن علم السليك أنذر بنا قومه فبعثوا إلى فارسين على جوادين فلما هايجاه وقربا منه خرج يسرع كأنه ظبي يطاردانه طيلة يومهما


(١) انظر: بني تميم ومكانتهم في الأدب والتاريخ ص ٢٦٢.
(٢) انظر: المصدر السابق نقله عن أبي عبيدة ص ٢٦٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>