مالك بن أنَس" وكتابا في أخبار قريش (١) وأنسابها"، وقال القاضي عياض: إنه في خمسة عشر جزءًا، وكتاب "السلطان وسيرة الإمام "في ثمانية كتب - أي أجزاء - وكتاب " الأصول والمغازي والحدثان " خمسة وتسعون كتابًا - أي جزءًا - وكتاب "مغازي مقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اثنان وعشرون كتابًا - أي جزءًا - وله تواليف في الطب والحديث والفقه وتفسير القرآن ستون كتابًا - أي جزءًا.
[مكانته في الدولة الأموية بالأندلس]
كان ذا مكانة مرموقة في الدولة الأموية بالأندلس، وكان ذا حظوة لدى الأمير عبد الرحمن بن الحكم، وحصلت له حوادث ومشاكل، سلم منها بإخلاصه وعلمه الغزير وتقواه، ومن كان في منزلته لابد أن تناله قوارض الحُسَّاد، فكل ذي نعمة محسود، فكيف من كان ذا نعمتين كبيرتين: نعمة العلم الغزير، والجاه الرفيع.
روى القاضي عياض عن ابن الفرضي: إن ابن حبيب كان يأخذ بالرخصة في السماع، وأنه كان له "جَوار يُسْمعْنَهُ"، وقد انتقد القاضي عياض هذه الحكالة فقال: "الأشبه بُطْلَانُ هذه الحكًاية" فإن لابن حبيب كتابًا في كراهة الغناء" وقد سبق أن ذكرناه آنفًا في جريدة أسماء مؤلفاته، ولا ننسى أن ابن الفرضي هذا قال عن عبد الملك بن حبيب: إنه من بني سُلَيْم ولاءً، لا من بني سُلَيْم بُنوةً!؟ وقد يُشَمُّ من حكايته عن سماع ابن حبيب وحكايته أنه مَوَلىً - قد يشتم من ذلك وجودُ غرض مُعَيَّنِ دفينٍ عند ابن الفرضي على ابن حبيب، وقديمًا كان في الناس الحسد، والمعاصرة تذهب المناصرة.
[لباسه وسيرته]
اعتناء المؤرخين القدامى بذكر لباس عبد الملك بن حبيب، يدلنا على مكانته الدينية والعلمية والاجتماعية، فقد ذكروا أنه كان يلبس إلى جسمه مسح شعر، تواضعًا.
وكان صوَّامًا قوَّامًا، ولم يكن مثريًا، آثر الفقر على الغنى، وحينما نُعي إلى سحنون استرجع وقال: مات عالِم الأندلس، بل - والله - عالِم الدنيا.
(١) تكررت كلمة "أخبارها" هنا في المطبوعة، ولما يبدو أنها من زيادة الطابع أو الناسخ أشرنا إليها هنا مكتفين بذلك.