للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويقول صاحب" نفح الطيب": إن تواليف إبن حبيب بلغت ألْفًا، على ما رآه في بعض التواريخ، ومن أشهرها كتاب (الواضحة) في مذهب مالك، كتاب كبير مفيد. وقال عنه: "ولابن حبيب مَذهب في كتب المالكية مسطور، وهو مشهور عند علماء المشرق، وقد نقل عنه الحافظ ابن حجر، وصاحب المواهب وغيرهما" وأورد له أبيات شعر، خاطب بها سلطان الأندلس.

وأورد المقري في " المطمح " ترجمة عبد الملك بن حبيب التي أنشأها "الفتح " فيه، جاء فيها قوله: (الفقيه أبو مروان عبد الملك بن حبيب السُّلَمي، أيُّ شرف لأهل الأندلس وأيُّ مَفْخَرٍ، وأي بحر بالعلوم يَزخر)، إلى أن قال: (وسمع بالأندلس وتفقه، حتى صار أعلم من بها وأفقه، ولقى أنجاب مالك، وسلك في مناظرتهم أوعر المسالك، حتى أُجْمعَ عليه بالاتفاق، ووقع على تفضيله الإصفاق - أي الإجماع - ويقال: إنه لقي مالكًا في آخر عمره. وروى عنه عن سعيد بن المسيب: أن سليمان بن داود عليهما وعلى نبينا السلام، كان يركب إلى بيت المقدس فيتغذى به، ثم يعود فيتعشى بإصطخر (١).

وأوجز "بروكلمان" ترجمته، فقال: (وُلِد عبد الملك بن حبيب السُّلَمي في حصن واط (Hut Orvega) القريب من غرناطة، بعد سنة ١٨٠ هـ - ٧٩٦ م، ولما ذهب إلى الحج تعرف بالمدينة على مذهب مالك بن أنَس واعتنقه، فلما رجع إلى وطنه الأندلس، بذل نشاطا كبيرًا في نشر هذا المذهب بالأندلس، واشتهر أيضًا أديبًا وشاعرًا، وتوفي يوم ٤ من رمضان سنة ٢٣٨ هـ - ١٨ من فبراير سنة ٨٥٣ م، وقيل: يوم ١٢ من ذي الحجة سنة ٢٣٩ هـ - ٥ من أبريل سنة ٨٥٤ م، وكانت وفاته بقرطبة، وأول كتاب صنف في تاريخ الأندلس وبقي إلى الآن يُنْسَبُ إلى أبي مروان عبد الملك بن حبيب المرداسي السُّلَمي الإلبيري القرطبي (٢).


(١) نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب، لأحمد بن محمد المقري التلمساني، ص ٢١٤ و ٢١٥ طبع مطبعة السعادة بمصر.
(٢) تاريخ الأدب العربي، لبروكلمان؛ ص ٨٦، المجلد الثالث، ترجمة الدكتور عبد الحليم النجار، طبع دار المعارف بمصر ١٩٦٢ م.

<<  <  ج: ص:  >  >>