للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال العسيري (١):

يا سلام الله على سوق امنفيعة … وعلى آل عبيد قوم مستطيعة

للحكومة والمدير

عزهم ربي بدينه مهل ماعز المدينة … شاهد ربي وخلقو شاهدينا

ونظرًا لذلك التمرد من الحسن الإدريسي وعدم استجابته لمكاتبات الملك عبد العزيز ومحاولة إثارة باقي القبائل على الحكم السعودي فقد أرسل له الملك عبد العزيز جيشا استطاع أن يقضي على ثورة الأدارسة في معركة (الحفائر) و (سواده) (٢) وحالا هرب الأدارسة إلى الجبال ولكن جبال فيفاء لم تستقبلهم كما ذكرنا أعلاه وشدت الحراسة على مداخل الجبل حتى لا يتمكن الأدارسة من اللجوء إليه.

وأثناء ذلك وصلت الحملة السعودية لمطاردة فلول المتمردين من الأدارسة ونظرًا لعدم استقبال أهالي جبال فيفاء للمتمردين الأدارسة ووقوفها إلى جانب ابن سعود فقد هرب الأدارسة إلى اليمن والتجأوا إلى الإمام يحيى حميد الدين، فتركهم الملك عبد العزيز وشأنهم ولكن الأمر لم يقف عند ذلك الحد بل إن الأدارسة بدأوا ينتهجون نهجًا ثانيًا وهو إثارة الفتن والمشاكل في الحدود السعودية وخاصة في الجبال الشرقية.

عندها كتب الملك عبد العزيز إلى الإمام يحيى يطلب منه منع الأدارسة من بث الفتن أو تسليمهم للحكومة السعودية وبالفعل فقد تعهد الإمام يحيى بذلك ولكن الأمر استمر كما هو عليه حتى قامت الحرب بين المملكة واليمن (٣).

[احتلال جبال فيفاء]

على الرغم من هروب الأدارسة إلى اليمن وتحريضهم الدائم هم واليمنيون لأهالي جبال فيفاء والجبال المجاورة لهم على الخروج على الحكم السعودي إلا أن اْهالي تلك الجبال ظلوا صامدين ومن الأمثلة على ذلك:


(١) الفيفي، علي قاسم، باقة من تراث فيفاء، ص ٨٩.
(٢) شرف الدين، أحمد حسين، اليمن عبر التاريخ، ص ٢٨٦، الطبعة الثانية، ١٤٠٠ هـ.
(٣) العقيلي، محمد أحمد، المخلاف السليماني، ص ١٠٧٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>