للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد بدأ بالقضاء على الثائرين في الشمال ثم الحجاز بعدها أرسل الرسائل إلى الإمام حسن الإدريسي يذكره بالمعاهدة التي بينهم وبالأخوة والصداقة التي كانت بينه وبين أخيه الإمام محمد الإدريسي (١).

ولكن دون جدوى وأثناء تلك المراسلات من الملك عبد العزيز بدأ الإدريسي ثورته في الجنوب وكانت حركة تمرد مفاجئة ضد القوات السعودية وكان ذلك في الخامس من رجب عام ١٣٥١ هـ.

وقد وردت التقارير للملك عبد العزيز أن عناصر خارجيهَ كانت تقف وراءه وأشارت أصابع الاتهام إلى كل فن الشريف عبد الله الحسين والإمام يحيى حميد الدين اللذين كانا يبديان عطفا ودعما مستمرًا لأي حركة مناهضة للدولة السعودية خاصة بعد الإعلان عن قيام (المملكة العربية السعودية) (٢).

وكان لأهالي جبال فيفاء كامل الوفاء والإخلاص للقوات السعودية حيث إنهم سبق وأن بايعوا ابن سعود على الولاء والطاعة ولم يقتنعوا بحركة الإدريسي التمردية حتى إنه عندما كتب الحسن الإدريسي لشيخ شمل فيفاء علي بن يحيى الفيفي يطلب منه الانضمام إلى هذه الثورة كذلك تسليمه مركز ابن سعود وقف الشيخ موقف مشرف وحافظ على مركز ابن سعود ولم يسلمه للحسن الإدريسي إضافة إلى منعه الأدارسة من الاعتصام بجبال فيفا، وقد قال شاعر عسير وهو كبير جند ابن سعود في جبال فيفاء أثناء ثورة الحسن الإدريسي ونكثه بعهد الملك عبد العزيز، يصف الموقف المشرف لشيخ شمل فيفاء علي بن يحيى الفيفي لمحافظته على مركز ابن سعود وعدم تسليمه للحسن الإدريسي بالرغم من أنه كتب له بذلك مرتين ثم لمنعه الأدارسة من الاعتصام بجبال فيفاء وجعل على مداخلها حراسة من القبائل ثم بعث مع المركز من يرافقهم ويحافظ على سلاحهم وسلامتهم حتى سلمهم لسمو الأمير عبد العزيز بن مساعد في أبها فكان ذلك محل تقدير وإعجاب من آل سعود لوفائه ووفاء أهالي جبال فيفاء.


(١) العقيلي، محمد أحمد، المرجع نفسه ص ٩٤٨.
(٢) الجهني، عيد مسعود، المرجع السابق، ص ١٤٦ - ١٤٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>