للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[تذييل]

قيل: في حدود عام ٩٠٠ هـ/ سنة ١٤٩٥ م، وقع طاعون عظيم بإفريقيا تفرق بسببه كثير من ساكنيها بالنواحي القاصية من جملتهم طائفة من بني مجور.

قال الشيخ العدواني: "أنهم من الهمَّامة إخوان بني سُلَيْم كانت أخبارهم متواصلة مع الذين بسوف، فأتوا إليها وسكنوا حول الهنشير … إلخ".

أقول: الصحيح أنهم من طرود تصاهروا مع الهمامة.

وإن ذلك الوباء الذي ذكر كان في ولاية أبي زكريا يحيى بن محمد المسعود بن عثمان بن أبي عبد الله محمد ٨٠٠ هـ الموافق ١٤٩٤ م، ولكن في أواخر السنة.

قال القدماء: فأقاموا (أي الوافدون) مع بني سُلَيْم على تلك الحالة ولكن حيث كانوا قليلي المواشي صاروا يترددون على الصحراء فكلما وجدوا جملا أوناقة لا راعي لها أخذوها واستحلّوها.

ثم استرسلت العرب من كل جهة وامتلات بهم النواحي فتضجر طرود من ذلك وقالوا: إن فتحنا هذا الباب على أنفسنا لا تجد مواشينا ما تأكله فالرأي منع جميع الوافدين سوى المارين والذاهبين إلى جهة أخرى، وتساهموا على من يذهب بقومه لسد الثغور التي يدخل منها الوافدون، فخرج سهم حامد في موضع الزقم الآن وسهم شباط في الكتف ونواحيه، وسهم حمرون بن خليفة في موضع عميش، وسفيان في الطريفاوي، وزيد في جهلمة، وسهم بني مجور في بوحمار حيث صاروا من أهل سوف.

وحصنوا تلك الأماكن بالحراسة والسلاح وصاروا يمانعون كل وارد ثم اتفقوا على رأي آخر وهم أنهم يسألون القادمين فإن كانوا ممن لهم قرابة بهم يتركونهم يدخلون ويسكنون، حيث أرادوا أو يقسمونهم على المنازل، وإن كانوا أجنبيين يمنعونهم.

وعندما تكاثر الناس جددوا القرعة على الثغور المذكورة مرات عديدة كان آخرها انتقال حامد من الزقم إلى الميتة وترك أولاده بها ومات هناك ورجعت في وجته في خبر يطول ذكره والقصد هنا الاختصار.

<<  <  ج: ص:  >  >>