ذهب الفارس الشاعر صالح بن ضميد آل حثلة من آل منصور، ذات مرة ومعه ابن عزرة من آل جابر، وبعد أن وصلا ديار الدواسر، وجدا رجلا (حشاش) فقبضاه ومنعاه ولم يأخذا سلاحه منه، وبينما هم كذلك ظهرت عليهم خيل الدواسر وفيها ابن (قويد)، وبعد أن رأى الدوسري خيل ربعه (انقلب عليهم) وبما أنه لم يسلب من سلاحه فقال لهم: يا لربع هذي خيل ربعي وأنتو الآن (ممنوعين) أنا بأمنعكم، وبما أن الموقف ليس في صالحهما وجدا أنهما ليس أمامهما إلا ذلك الأمر، وأخذا ناقتهما وسلاحهما، وأقبل عليهم ابن قويد وعلم أنهما (قد منعا)، وأخذوا يسيرون متجهين للبيوت كلهم جميعًا وأثناء ذلك تحين (صالح بن ضميد) الفرصة فلاذ في ظهر الفرس ودفعها بقوة فقذفوه بالرماح، ومن حسن حظه علق أحد الرماح في (ثوبه) من تحت أبطه في (المفرّج) فقبض عليه وابتعد عن مرمى الرماح ثم وقف واستدار بالفرس وردها عليهم ثم (اعتزى) انتخى (خيال العصلاء أنا أخو عفره أمنع منع طري وإلا واللَّه إن يتمثناك)(يقصد ابن قويد)!!؟ فأقبل عليهم بالفرس (مطلق) ورمحه في يده، فقال ابن قويد (ارفع الحد وأنت في وجه ابن قويد) وعند ذلك (أمن) على نفسه وصاحبه، وهذه عادات البدو الطيبة، فنزل من فرسه وأخبر ابن قويد بشأن صاحبهما أنه منعهما وأخذ سلاحهما، فقال ابن قويد:"اللي بيسرق بننقيه" ورد ناقتهما وسلاحهما. وعاد (ابن عزرة) لآل مرة، بينما مكث صالح بن ضميد مع الدواسر فترة بسيطة ثم طلبوا منهم أن (يسيرهم) لديار آل مرة للرعي فيها حيث كانت ديار الدواسر ممحلة في ذلك الوقت. ومن سلوم آل مرة أن من يريد الرعي في ديارهم من القبائل الأخرى فإنه يحتاج لـ (المسير) وذلك المسير يجب أن يكون قد تزوج من نساء تلك القبيلة التي تطلب الرعي، وفعلا تزوج صالح بن ضميد من الدواسر و (حدر) بهم لديار آل مرة ومكثوا معه فيها مدة عام كامل، وهذه القصيدة كان قد أرسلها مع ابن عزرة لربعه:
يا فهيد ما عاونتني يوم ونيت … ونّه عليل شاكي من الأذيّه
أبشر وبشرهم إلا منك الفيت … بظهور حيران وحيل طريه
يا واللَّه اللي يا أسمر العرف ذليت … قد فكوا المحزم وخذوا المطيه