للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالإبل، فكانت تشطح يمنة ويسرة، وكان يرى أثر لبنها ينزل في الأرض، فكلما رأى ابن فروان ذلك اعتزى ثم قام بشحن بندقيته تسمى (روم) وهي طويلة ومخزنها لا يتسع إلا لطلقة واحدة فقط، ولغياب فكر ابن فروان خصوصًا عندما يرى أثر ناقته فإنه يعود ويشحنها مرة أخرى، ولما لحقوا وقام وضرب على الزناد انفجرت البندقية، وبعد أن ردوا الإبل وردوا على (القصب) ولما أرادوا سقي الإبل ولم يجدوا مخطرًا لجاره المقام، جعلوا من سبطانه تلك البندقية (مخطرًا للجاره) وأنشد ابن فروان قصيدة حصلنا منها فقط على هذا البيت:

(روم) على (الرجماء) فداها حديده … عند الوسيق وعند رد الدراريج

وقال الفارس حمد بن جابر المغرز آل نابت المري هذه القصيدة يصف ما حدث في المعركة:

جاءنا الجميش بسربة مستنيره … مثل الحدايا يوم شافت عشاها

شبيت مثل الفرد قبًّا ظهيره … مذعورة المقدم كبير قفاها

شبهتها عنز أدم مستذيوه … عقب (. . .) ممرس في غذاها

أرخيت باليسرى حباله المريره … وأرفق عليها لا تمزع ضناها (١)

يبغى (الزّعوج الثنو) رضوة عشيره … وأنا معيي ما شحنّي زراها

ساعة لحقته فحق الكسيره … عند الزعوج (وراجح) قد بغاها

كسرت عليه السيف حتى جفيره … وثورت فيه اللي جديدٍ غراها (٢)

وله أيضًا:

صاح المصيح واعتلى رأس مشذوب … كز التراب وجاه دقل الفزاعي

وأنا مع أولهم على كور مرعوب … لاني من ذهني ولاني بواعي

كل أبلجٍ متدوخل في سمل ثوب … نقله من البارود في القرن صاعي

ياما حديناهم مع رأس لهبوب … ضيق وهو قبل (عطسه) وساعي

شبهتهم حشو مع السوق مجلوب … وطي عليه الحد يوم استباعي


(١) ضاها: كانت فرسًا مبطحًا.
(٢) جديد غراها: الغراء آنذاك هو من فرث الضباء وكانت رائحته طيبة فيقومون بلياسته على جانبي البندقية.

<<  <  ج: ص:  >  >>