أقيموا إلى العلياء هوج الرواحل … وقودوا إلى الهيجاء جرد الصواهل
بني العم من علياء هلال بن عامر … وما جمعت من باسل وابن باسل
قوموا لنصر الدين قومة ثائر … وشدوا على الأعداء شدة صائل
تعالوا فقد شُدَّت إلى الغزو نية … عواقبها منصورة بالأوائل
هي الغزوة الغرَّاء والوعد الذي … تنجز بعد المدى المتطاول
فلا تتوانوا فالبدار غنيمة … وللمدلج الساري صفاء المناهل
والبدار هي نساء الأندلس الجميلات، وشبهها عبد المؤمن بالبدار أو البدر (القمر المنير) وجمع البدر (بدور) أو بدار، وستكون غنيمة من يأتي من بني هلال في الجهاد لاسترجاع الأندلس من الإفرنج الذين تغلبوا على أغلب بلاده.
الأمير علي بن إسحاق الميورقي (١) ومعارضته للموحدين ٥٨٠ هـ - ١١٨٤ م:
اتصل علي من جزيرة ميورقة (مينورقة حاليًّا) في شرق الأندلس بأهل ميناء بجاية، وبمجرد أن استوثق من ولائهم جهز أسطولا وأبحر من جزيرته ميورقة قاصدًا بجاية على ساحل الجزائر الشرقي، وقد وجد في هذا الميناء وغيره من المناطق في شمال إفريقيا أنصارًا وحلفاء مخلصين تجمعه بهم الظروف السياسية التي كانت تسود البلاد في ذلك الحين.
فعرب بنو هلال وبنو عمومتهم من قبائل بني سُلَيْم الذين استوطنوا أقطار المغرب كانوا جميعًا يترقبون الفرصة المواتية لشق عصا الطاعة على الموحدين والمماليك الغز في مصر بزعامة قراقوش، وكانوا يواصلون العمل في بلاد المغرب لحسابهم الخاص ويبتغون النفع من مناهضة حكم الموحدين، ولتحقيق هذه الغاية لم يتوانوا في الانضمام إلى رجال الأمير علي والميورقيين معه ولاسيما بعد أن اعترف هؤلاء بالخلافة العباسية في بغداد وتسلَّم أميرهم علي الغاني من الخليفة العباسي الخلعة والأعلام العباسية السوداء.
(١) أصلًا من بني غانية ذات السلطان والجاه في الأندلس في القرن السادس الهجري وهم من البربر من قبيلة مسوفة ولمتونة أختها في المغرب الأقصى وقبل الموحدين كان أمراؤهم من بني تاشفين، وقد لحق معظم أفراد هذه القبائل بالأمير الغاني وتمسكوا بالدعوة العباسية التي تمسك بها أجدادهم مع بني تاشفين.