معتوق جانبًا وهدَّده وخوَّفه من غضب ابن رشيد، وسأله عن قصة دخولي للبلاد ومجيئي إلى منزله. وهنا قمت إلى خلف وقلت لهم: ألا تستطيع أن ترسلني للقصيم مثل باقي الناس؟، وأضفت: ها أنذا قد نزلت عند بيتك وطعمت في ضيافتك. وسأبقى عندك اليوم وغدًا وأرجو أن ترسل معي من تثق به. كان صوت خلف ناعمًا، لكن قلبه كان صارمًا مع مجاملة سياسية كاملة. حيث قال مخاطبًا معتوق: يا معتوق، أنا لا أستطيع، وكيف نرسله للقصيم؟ ومن سيغامر، إن عربان عنزة في القصيم أعداؤنا. فقلت: يا خلف إنك تستطيع مساعدتي إذا أردت. فأجاب: اسمع: أدخل في الإسلام؟ وعند ذلك أستطيع إيصالك، فقط قل: لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وسوف أرسلك للقصيم بدون مقابل) (١).
[فشل المفاوضات ومغادرة داوتي]
يعترف داوتي أنه راوغ وتهرّب من قبول شرط ابن ناحل، فاقترح عليه خلف أن يبحث عن أحد من جماميل أهل القصيم ويصحبهم. ومرَّة أخرى رفض داوتي ذلك، لعلمه بصعوبة الحصول على جماميل من أهل القصيم. وهنا أشار خلف بن ناحل إلى معتوق وأخذه جانبًا وهدّده مرة أخرى، وأخبره بأن عليه أن يأخذ الغريب ويتصرّف معه، لكن داوتي قال بدهاء مخاطبًا ابن ناحل:(حسنًا إذا ذهبنا من هنا ولم نجد من يوصلني فماذا سيكون مصيري ومن سيؤويني؟ فرَدَّ عليه ابن ناحل: إذا لم تجد مخرجًا فأنا سأستقبلك).
ولم يجد داوتي بدًّا من الإذعان لطلب المغادرة حيث لم تصل المفاوضات إلى نتيجة حاسمة، نتيجة لإصرار كل من الطرفين على موقفه، فغادر هو وصاحبه بيت ابن ناحل للبحث عن عرب آخرين كان معتوق قد رأى منازلهم قرب جبل قِنا. ثم اقتربا من فريق مكوّن من ثلاثة بيوت. فنزلا وعقلا ذلولهما وناما بقرب العرب. وفي الصباح تركه معتوق عند أولئك العرب وعاد بعد أن أخذ كامل حسابه!