إذا المر لم يرض ما أمْكَنَهْ … ولم يأت من أمْرِه أحْسَنَهْ
فدعه فقد ساء تدبيره … سيضحك يومًا ويبكي سَنَهْ
وقد طُبع الشرح الذي أملاه أبو العلاء المعرِّي على ديوان ابن أبي حُصينة السُّلَمي في دمشق، وتولى تحقيقه محمد أسعد طلس، وقد وصفه محققه وصفًا قيِّمًا، قال: أن أبا العلاء المعرِّي سار فيه على الطريقة التي سار عليها في (معجز أحمد) و (اللامع العزيزي) و (عبث الوليد).
وكان أبو العلاء المعرِّي قد بدأ إملاءه بشرح القصيدة التي أولها:
هل بعد شيبكَ من عذر لمعتذر … فارجر عن الغيِّ قلبًا غير منزجرِ
واختتمه بشرحه للقصيدة التي أولها:
كم تُكُشِرَانِ العذل والتفنيدا … أفتحسبان المستهام رشيدا؟
توفي الأمير أبو الفتح الحسن بن عبد الله الشهير بابن أبي حُصينة السُّلَمي المعرِّي سنة ٤٥٦ هـ أو ٤٥٧ هـ (١)، وربما كانت وفاته في "سروج".
النظَّام المصري: جبرائيل بن ناصر بن المثنى السُّلَمي
قال عنه العماد الأصفهاني الكاتب:(لقيته بدمشق على باب جيرون، نافق السوق كثير الزبون، ثم عاد إلى مصر عند المملكة الصلاحية بها، ودارت رحى رجائه بالنجح على قطبها، وقصد اليمن عند افتتاح الملك المعظم شمس الدولة توران شاه لها، وكان وَعَدَهُ بألف دينار، فقبضها منه وحصلها، ولم يزل بمصر مستقيم الحال مُثَمِّرَ المال، آلِفًا صعود جَدّهِ - أي حظه - بالصعيد، عارفًا سعود حظه بالمزيد، إلى أن نَسَبَ إليه وَالي قوص بصعيد مصر، أنه يُوَاطِئُ الخارجي بها في آخر سنة اثنين وسبعين (بعد الخمسمائة) فطلبه وصلبه بعدما سلبه، وذلك في
(١) المراجع: مقدمة محمد أسعد طلس لديوان ابن أبي حُصينة، مع شعر ابن أبي حُصينة، وشرح أبي العلاء المعري أو تعليقاته على ديوانه الذي قام بطبعه ونشره المجمع العلمي العربي بدمشق، وكذلك ديوان محمد بن سلطان المشهور بابن حيوس، من مطبوعات المجمع العلمي العربي بدمشق أيضًا.