المحرم سنة ثلاث وسبعين (بعد الخمسمائة) - بقوص، وَوَقَعَتْ إليَّ من شعره قصيدةٌ بخطه، نظمها في سيف الدين أخي صلاح الدين، عند خروج الكنز من ربيعة بن نزار بأسوان (١)، وقتله والفتك به والفتك بالسودان، من جملتها:
ومن ذا يطيق الترك في الحرب إنهم … بَنُوها وكل الناس رور وباطلُ
حُماة كُماةٌ كالضراغمِ، خيلُهم … معاقلُهم، والخيل نعم المعاقل
ومنها في صفة الجيش:
بجيش يضيع الليل فيه إذا سرى … وتُخْفِي نجومَ الجو منه القساطلُ
إذا ما خَبَتْ فيه المشاعل عاضها … من أيدي الجياد المنعلات المشاعل
وتَطَّرِدُ الراياتُ فيه كأنها … أفاعٍ إلى أوكارهن جوافل
فما لاح ضوء الصبح حتى تحكمت … لهم في أعاديهم قنأ ومَنَاصِل
كأن مُشَار النقع سحبٌ وبَيْضَهْن … بروقٌ تلألأ فيه والدم وابل
ومنها:
لكم يا بني أيوب في البأسِ والنَّدى … مذاهبُ تُعيي غيركم ومداخل
ألَنْتُمْ لنا الأيام من بعد قسوة … وحليتموها، وهي قبل عواطل
وقلدتمونا الْبيِضَ تُثقِلُ بالحُلى … عَواتِقَنَا أعنادها والحمائل
ضربنا بها أعداءكم فجيادنا … لها من دماء المارقين خلاخل
وله من أخرى:
أما مل من عذلٍ عاذلي … فيطرح حلي على كاهلي
لقد أطمع النَفْسَ في سلوة … يخيبهط طمعُ العاقل
ومن غمر هذا الهوى أنني … لأعشقُ من عشقه قاتلي
أحِبُّ فأقتلُ نفسي فلا … أفوز من الحب بالطائل
ولي كل يوم وقوف على … حِميِّ، وسلام على راحل
(١) الكنز: رجل ثار فقتل.