الغرب ويبعد عن قرية السودة حوالي أربعة كيلومترات، وهو جبل مرتفع مكسو بالأشجار الدائمة الخضرة، ذو ينابيع جارية في الصيف والشتاء، يبلغ ارتفاعه عن سطح البحر (١١٠٠٠) قدم. أما السودة فارتفاعها (١١٤٢٠) قدمًا. وقد شاهد المهندس آثار عشرات النفر لإذابة المعدن فيها، وأحضر نماذج من الحجر الحديدي أرسلها للتحليل، فظهرت جودة النوع والكمية، غير أنه من الضروري إجراء فحوص وتحاليل كثيرة قبل التثبت من فائدة المعدن من الوجهة الاقتصادية.
ولا شك في وجود معادن أخرى غير الحديد لا تزال على حالتها الأولى، ولا يمكن استغلالها إلا بعد حفر واستكشاف وتحليل، للوقوف على مدى فائدتها الاقتصادية
[الطرق والمواصلات]
مما يستدل به على رخاء البلاد: موقعها، وخصب تربتها، وسهولة مواصلاتها. ومع أن المواصلات في "عسير" لا تزال بدائية إذا استثنينا طريق السيارات إلى بيشة، فإن موقع عسير وخصب تربتها جعل منها مركزًا هامًا بين اليمن والحجاز ونجد من جهة، والسراة وتهامة من جهة أخرى.
والطرق الرئيسية المتفرعة من أبها مركز عسير ست، هي:
أولا - طريق تهامة: وتبدأ من أبها متجهة إلى الجنوب الغربي مسافة ثلاثة كيلومترات، ثم تنزل من عقبة ضلع إلى القصبة، ثم إلى درب بني شعبة فصبيا فجيزان.
ثانيًا - طريق عقبة الصماء: إلى الغرب من أبها، وتنزل إلى بلاد رجال ألمع ومنها إلى تهامة، وبالأخص قوز الجمافرة وجيزان.
ثالثًا - طريق عقبة شعار: وهي الصلة بين عسير والقنفذة والحجاز بطريق تهامة، وهي من أعظم الطرق وأهمها من الوجهتين الاقتصادية والعسكرية. وكان من أهمها أن جعلت القنفدة مركزًا بحريًا لتموين عسير ومركزًا للحكومة وقواتها العسكرية بطريق بارق ومحائل، وهي الطريق التي كانت تخترقها الجيوش العثمانية؛ ولذلك فإن "محيي الدين باشا" آخر متصرفي الأتراك في عسير قد مهد