للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

" أسطورة الحداجة"

أما عن أسطورة (الحداجة) والتي لا تخفى على أحد، وقد جعلوا مسرح

أحداث تلك الأسطورة، القين وبنات قين والعجائز والمروت والزهيرات، وهي بلا ريب تلك الحروب الضارية التي جرت بهذه المواضع، بين كلب وبين العصبية القيسية من قبائل قيس ومن عاونهم من مُضر وبني وائل، وكانت أغلب تلك الأيام لقيس على كلب، وهي ردًا على معركة مرج راهط التي انتصرت فيها اليمانية بقيادة كلب على المُضَرية بقيادة قيس عيلان وهذه الواقعة المشهورة قد فتكت فيها قبائل اليمانية الموالية للدولة الأموية بالمتمردين من قبائل قيس وسائر مُضَر فظل نداء الثأر ضد كلب سنوات طويلة لأنها هي التي كانت على رأس الجيش الأموي وقتئذ.

قال عمير بن الحباب الفهري من بني فهر (وفهر (١) هو قريش):

يا كلب أُحرمتِ السماوة فانظري … غير السماوة في البلاد بلادا

وأسطورة الحداجة يطول إيرادها، ولكني أرى فيها كثيرًا من جوانب أحداث حروب بنات قين وكثيرًا من الشبه بينهما، ولتحويل أحداث حروب بنات قين (٢) إلى مجرد أسطورة يتناقلونها من جيل لجيل - أسباب لعلّ من أهمها محاولة محو وتناسي تلك الفترة الحرجة التي مرت بها كلب، من التعصب ضدها من قبائل العدنانية خاصة، بعد سقوط دولة بني أمية وقيام الدولة العباسية، وهو ما سنتكلم عنه في نبذة أو لمحة مبسطة والآتي ذكرها.


(١) الأغاني ج - ٢ خبر أسر القطامي.
(٢) معركة بنات قين: كانت بين فزارة من غطفان وبين كلب وقد أخذت كلب على غرة.
وذكر بن حبيب قال القتّال:
سقى الله حي من فزارة دارهم … يسبي كرامًا حيث أمسى وأصبحوا
هم أدركوا في عبدود دمائهم … غداة بنات القين والخيل جُنَّحُ

<<  <  ج: ص:  >  >>