للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مطاي وبني مزار وسمالوط (١) والمنيا، ويحدهم مع قبيلة الفوايد بلدة شلقام تبع بني مزار بمحافظة المنيا، وقد صارت هذه الحدود مع الفوايد بعد الحرب التي كانت بين القبيلتين، وقالت ضاربة الطبل للفوايد: الحد بينا شلقام وإن جيتو للخرابة ناخذو، والخرابة بعد شلقام في جهة الفوايد.

[حروب الجوازي مع العواقير]

ذكر أحمد لطفي السيد: أن العواقير والجوازي من قبائل الجبارنة من السعادي كان بينهم عداء مستحكم، وكانوا يشنُّون الغارات على بعضهم البعض من مصر إلى ليبيا وبالعكس (٢)، فمس ذهب الجوازي من مصر لقتال العواقير في برقة بليبيا ثم صالحوهم على غزو القاهرة جميعًا وضرب الخديوي سعيد وزبانيته في عقر داره، ولكن الخديوي وصله الخبر من بعض عيونه بنية هؤلاء العربان وما سوف يقبلون عليه من هذه المغامرة الجنونية، فجمع عساكر جمَّة وطاردهم حتى الصعيد، ثم جمعهم كيلاني بن عمر المصري من الجوازي وعرض عليهم غزو بلاد السودان لما وجد عندهم حب المغامرة والميل للغزو، فهي غريزة تجري في دمائهم، فجمع فرسيانًا كثيرين لاقتحام بلاد الفونج في دارفور غرب السودان من أجل كسب غنائم من ذهب وعبيد وجواري، ولكن هيهات فقد أنهكتهم الرحلة وألهبتهم الشمس المحرقة وقلة الغذاء والماء، فما إن وصلوا بكامل الإعياء حتى تلقتهم عساكر السودان فتفرق جمعهم وقُتل أكثرهم، وأسر كيلاني بن عمر بيك المصري ثم أرسله ملك الفونج هدية للخديوي سعيد مع هدايا من بلاده عظيمة تحتوي على النفيس والغالي من الأنعام والجواهر والجواري والعبيد، ولكن الخديوي سعيد باشا


(١) سمالوط: توجد نقطة محمد عبد القادر من الجوازي الحمر في سمالوط بالمنيا، ويوجد نجع عرب خنفر خميس من الجوازي الحمر في سمالوط أيضًا، كما يوجد في بني مزار عرب يادم الكيلاني من الجوازي، وكذلك نجع عرب سلامة من الجوازي الحمر في سمالوط.
(٢) العداء هنا موروث من جدهم أبي الليل وعشيرته التي ينتمي لها من الكعوب، وانظر في تاريخ العبر عن فعالهم والثارات بينهم والحروب الدامية بين فصائلهم على أرض تونس الخضراء حتى أواخر القرن الثامن للهجرة، وقد لخصنا لمحات منه في بداية السرد عن بني سُلَيْم العدنانية في تونس.

<<  <  ج: ص:  >  >>