الفارس حمد العوامي الهاجري في مقولته بشجاعته عندما التقيا في معركة وعقر فرس راكان فيها إمام شيخ البحرين محمد بن خليفة. وغيرها من الأمثلة الكثيرة في ذلك.
ومن نعمة الله سبحانه وتعالى على هذه القبائل أن هذه الصراعات حول المراعي والمياه انحسرت واندثرت عندما وحد هذه الجزيرة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود -يرحمه الله- بعد أن عمل على إقامة الهجرة لأبناء البادية وحفر الآبار فيها ووطنهم بها وقام -يرحمه الله- كذلك بحفر الآبار في الصحاري للقبائل التي لم تستطب العيش في الهجر، وعين رجالا على هذه الآبار لفض المنازعات بينهم وعمل على حفظ الأمن في كل مكان من هذه الجزيرة المترامية الأطراف وذلك بتطبيقه الشريعة الإسلامية.
وقام يرحمه الله بكل الإمكانيات المتاحة في ذلك الوقت للنهوض بهذه الأمة ومواكبة النهضة الحديثة من تعليم وصحة وإدخال المخترعات الحديثة، ناقلا هذه الأمة من عصر التشرذم والتخلف والخوف إلى عصر الوحدة والتعاون والمحبة فجزاه الله خيرا بكل ما قام به من أجل هذه الوطن.
[هجر بني هاجر]
كانت بنو هاجر من أوائل القبائل التي استجابت لدعوة الملك عبد العزيز للانضمام إلى الهجر والمساهمة في بنائها، وكانت بذلك من القبائل التي استجابت لدعوة الحق والالتزام بالشرع الحنيف، وقد أثبتت بذلك أصالة معدنها ونبل أصلها؛ لأنه وبمجرد أن توافرت لها العوامل التي تجنبها اللجوء إلى عادات الغزو والقتال والصراع، نحت هذه العادات جانبا واستجابت للدعوة العظيمة للملك عبد العزيز ببناء الهجر، ومن هذه الهجر التي بناها الملك عبد العزيز لبني هاجر خرجت جموع بني هاجر تنصر الملك عبد العزيز وتؤيده في معارك التوحيد، وقد استمر استيطان بني هاجر في الهجر فكان منها القديم ومنها الجديد، وفيما يلي نبذة عن هجر بني هاجر القديمة والجديدة.