للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أما من حيث المياه في المنطقة فإنها تحتوي على الكثير منها وتكثر بها العيون وهي مياه قليلة الملوحة صالحة للشرب ويوجد بها أودية من أهمها وادي المياه الممتد من الكنهري بين ميناء الجبيل والمعقلا على حافة الدهناء الشرقية شمالا حتى خط التابلين. وكذلك وادي الملح الموازي شرقا لحقول زيت الغوار (١).

أما سكان المنطقة فيبلغ عددهم ١٠٠٠٠٠ من القرويين و ١٥٠٠٠٠ من أبناء القبائل العربية.

الصمان (٢): هي أرض صلبة واسعة تتاخم صحراء الدهناء من شرقيها وفيها رياض وخباري واسعة وهي خير المراعي إذا خصبت.

[استيطان بني هاجر في الأحساء]

لا تخرج أسباب نزوح بني هاجر إلى منطقة الأحساء عن الأسباب المعروفة للنزوح التي ذكرناها فيما سبق، وقد كان نزوحهم بحثا عن المراعي التي بدأت تجف في مناطق إقامتهم، فآثروا النزوح إلى منطقة الأحساء لما يعرفونه عنها من خصوبة الأرض ووفرة المياه ووفرة المراعي، وقد يرى البعض أن النزوح من الموطن الأصلي إلى موطن آخر للبحث عن المراعي أمر غير متصور في الوقت الحالي، لكنه كان أمرا طبيعيا في العصور القديمة، لذلك فإننا نوضح للقارئ الكريم نبذة موجزة عن أهمية المراعي بالنسبة للقبائل العربية قبل أن نتحدث عن ظروف إقامة بني هاجر في الأحساء.

[أهمية المراعي للقبائل العربية]

تقوم القبائل العربية بالبحث عن المراعي الصالحة للرعي في فصل الربيع وعندما تجدها تستأذن القبيلة الموجودة بها، وبعد انتهاء فصل الربيع تعود من حيث أتت، فإذ قررت البقاء في هذا المكان فإن نزاعا سوف يبدأ بينهم وذلك من أجل بقاء أفراد هذه القبيلة وماشيتها.

وغالبا ما تتجه هذه القبائل في بحثها عن المراعي من جهة الجنوب إلى جهة الشمال ويقال لهذا النوع من التنقل (المحيل) وقبل أن تنتقل القبيلة يقوم


(١) جغرافية شبه الجزيرة العربية د. محمود أبو العلا ص ١٢٤.
(٢) بلاد العرب. الأصفهاني ص ٢٧٥، الصمان. سعد الشبانات ص ١٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>