للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أسلم كرز يوم الفتح، وعُمِّر عُمرًا طويلًا، وهو الذي نصب أعلام الحرم أيام مُعاوية في إمارة مروان بن الحكم على المدينة.

. . . عن عروة بن الزُّبير قال: حدثنا كُرز بن علقمة الخزاعي قال:

"أتى أعرابي النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- فقال: يا رسول اللَّه، هل للإسلام من منتهى؟ قال: نعم فمن أراد اللَّه به خيرًا من عرب أو عجم أدخله عليه، ثم تقع فتن كالظلل، يضرب بعضكم رقاب بعض، فأفضل الناس يومئذ معتزل في شعب من الشعاب، يتقي به ويدع الناس من شره" (١).

وهذا كرز هو الذي قفا أثر النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- ليلة الغار، فلما رأى عليه نسج العنكبوت قال: ها هنا انقطع الأثر، وهو الذي قال حين نظر إلى قدم النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- فقال: "هذا القدم من تلك القدم التي في المقام، يعني قدم إبراهيم -صلى اللَّه عليه وسلم- (٢).

أم كرز (*) الخزاعية

هي أم كُرز الكعبية الخزاعية أتت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، يوم الحديبية وهو يقسم لحوم بُدنه فأسلمت وروت عنه -صلى اللَّه عليه وسلم- قالت: سألت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، عن العقيقة فقال: عن الغلام شاتان وعن الجارية شاة.

روى عنها ابن عباس وغيره.

[مالك بن خداش (**) الخزاعي]

لقد وردت عن مالك حكاية فيها غاية الطرافة والمصادفة إذا كانت القصة حقيقية وهي تقع في باب التنجيم:

خرج عمر (٣) بن عبيد اللَّه بن معمر، ومالك بن خداش الخزاعي غازيين، فمرا بامراة وعليها جماعة، وهي تخط لهم، فنظر إليها وضحك مستهزئًا بها (أي مالك الخزاعي).


(١) أخرجه الإمام أحمد في مسنده عن أبي المغيرة عن الأوزاعي بإسناده: المسند ٣/ ٤٧٧.
(٢) طبقات ابن سعد ٥/ ٤٥٩، أسد الغابة ٤/ ٤٦٩.
(*) الطبقات الكبرى ٨/ ٢٩٤، أسد الغابة ٧/ ٣٨٢.
(**) الموفقيات/ ص ٣٦٦.
(٣) هو عمر بن عبيد اللَّه بن معمر بن عثمان التيمي القرشي، من القادة الشجعان الأجواد، وكان من رجال ابن الزبير، وقد ولاه البصرة وولاه مصعب بلاد فارس سنة (٦٨ هـ).

<<  <  ج: ص:  >  >>