أما النساء في الجنوب فحظهن من تلك الأفراح هو الحضور قبل الزفاف عند أهل العروس بيوم، ويختلف وقت حضورهن من مدينة إلى مدينة ومن قرية إلى قرية، أما بعد الزفاف فلهن اليوم التالي.
[الختان]
تغيرت عادة النّاس في الختان؛ إذ كان معظم سكان المنطقة لا يختنون أبناءهم إلَّا في السن المتأخرة من الطفولة، ما بين العاشرة والسادسة عشر، وقد تنقص أو تزيد، وتختلف العادة في السراة عنها في تهامة التي تتميز بالقسوة المبالغة.
أما بالسراة وما حولها من الشمال، فإن يوم الختان لمجموعة من الأطفال يحدد قبل شهر كامل ليتمكن آباؤهم من توفير البر والسمن والذبائح وغير ذلك، ويكون الختان عادة في منتصف الشهر، وفي اليوم المنتظر يقوم كل اثنين من الحضور بأخذ شاب من المختنين والركض به حتى يتعبان، ثم يتلوهما آخران يركضا به أيضًا، ويزعمون بأن الفائدة من ذلك تسخين الدم ليحمي ويخرج دم كثير خلال الختان، ولا أدري ما الفائدة في إخراج كمية أكثر من الدم، ثم يختن الشاب ختان السنة إذ لا يقطع إلَّا ما شرع قطعه، وبعدها يذبح كل ليلة أحد آباء المختنين عقيقته، ويسبقها عرضات وأفراح وأهازيج.
ويجتمع أولئك الشبان سوية ليذهبوا للقرى المجاورة فيفطرهم هذا ويغديهم هذا ويعشيهم ذاك.
أما علاج الجرح فهي طريقة يسمونها (الكبا) وهي إحراق بعر إبل جاف، ثم يوضع فوق الجرح، وهنا يعاني المسكين أشد العذاب.
أما الآن، فقد انتهت تلك العادات تمامًا، فالختان دائما قبل إتمام الشهر الأول، وفي المستشفى غالبًا، أما في تهامة فقد قال لي أمير بني ماجور بأنهم لازالوا يختنون الشباب في العقد الثاني ولكنه قال:(ختان السنة).