للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بنو عُقبة:

ليسوا بتياها أصلًا، وإنما خالطوا التياها وعاشروهم فصاروا منهم. جدهم "عُقبة"، وعلى قول أن عُقبة من جُذام، وجذام بطن من كهلان، وكهلان وحِمْيَر أعقاب يعرب، ويعرب وجرهم هما من بني قحطان.

وهناك من يقول أنهم أعقاب "مدين"، وقد ساقهم موسى إلى تلك الديار، وأنهم كانوا قديمًا جنوبي عراض بالقرب من عرعرة، ثم جاءوا إلى زحليقة حيث هم الآن.

وقد أيد هذه الرواية القلقشندي في كتابه (صبح الأعشى).

ويزعم نسابة مُضَر أنهم من مُضَر من العدنانية.

وقال الحمداني: "ويقال عنهم أنهم من ولد يعفر بن مدين (١) ابن سيدنا الخليل عليه السلام".

وبنو عُقبة محترمون في يومنا هذا بين العربان، يؤمونهم لأجل التقاضي في مسائل النساء وفي (بياض الوجوه) وغير ذلك، وقد عرفوا بالاطلاع الواسع في أمور القضاء قديمًا وحديثًا. وبذلك نالوا مكانة رفيعة بين البدو، حتى أن هؤلاء لا يشربون القهوة إلَّا بعد أن يشربها العُقْبي إذا كان ثمة عُقْبي، حتى لو كان هذا صبيًا يافعا.

ومن الأساطير الشائعة بين البدو عن بني عُقبة أن أجدادهم كانوا يقطنون الحجاز، وكان لهم أميران: داود وابن عمه مسعود (٢)، وأن كلا الأميرين كان قائدًا لأربعين ألف فارس.


(١) وقد أيد هذه الرواية Alois Musil في كتابه Arabia Petraea المطبوع في فيينا سنة ١٩٠٨.
(٢) هنا الرواية غير صحيحة عن عارف المعارف حسبما تلقاها من البدو، ومسعود ليس ابن عم دارد العقي، وإنما هو أمير قبيلة المساعيد العدنانية (انظر السرد في المساعيد).

<<  <  ج: ص:  >  >>