ومن هذا المنطلق نلاحظ أنه بعد ذلك بأيام قليلة جدا تم الصلح بين العجمان وأهل الإحساء، الذين كانوا بالأمس القريب يتقاتلون على تمر.
[معركة كنزان ١٣٣٣ هـ- ١٩١٥ م]
عشيرة صغيرة كانت تقيم في إحدى بوادي الكويت، وقد تعرضت هذه العشيرة لغارة خاطفة، قام بها العجمان، ثم فروا عائدين إلى منازلهم في المنطقة الشرقية، وقد حدث هذا في عهد الشيخ مبارك الصباح، وبعد أن علم الشيخ مبارك الصباح بالحادث كتب إلى جلالة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل طالبًا منه تأديب العجمان، ورد ما أخذوه بالقوة من عشيرة خليط (١)، وفي تلك الأيام كان الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل، يعاني من جراح أصابته في المعركة السابقة.
وفي هذه المناسبة قال الشاعر الكويتي، خالف محمد الفرج:
فأتاه مبارك بن صباح … ملقيًّا في الحراب باقي القداح
بينما ابن السعود دامي الجراح … يابني العجمان جاءوا مراحي
ثم نالوا من ماله المستباح … الغياث الغياث فاسمع صياحي
ولم ير الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن بدا من غزوهم، فخرج بجيشه مستهدفًا العجمان في الإحساء، فوصلها في شهر رجب عام ١٣٣٣ هـ - الموافق ١٩١٥ م، وكان العجمان مقيمين في مكان يسمى "كنزان" وهو منطقة مياه تمتاز بالعذوبة، كما أنها قريبة من قرية "الكلابية" في شرق الإحساء، وقبل المعركة تبادلوا الرسل وتباحثوا في إمكانية استرداد ما أخذوه من عشيرة خليط، ولكن شيوخ العجمان لم يوافقوا على هذا المطلب.
(١) بحثنا كثيرًا عن أصل عشيرة خليط، فلم نجد قبيلة أو عشيرة بهذا الاسم سواء في الماضي أو الحاضر، ولكن ربما تكون خليط من القبائل، ظهرت في فترة من الفترات ثم تفتت أو ذابت أو اندمجت في الكيانات القبلية الكبيرة، والمجتمعات الحضرية.