للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أهل الحزم والرقيقة، وهاجموا منازلهم وأحرقوها، وكانت خسائر الفريقين كبيرة حيث سقط عدد كبير من القتلى والجرحى من الجانبين.

كل هذا كان بسبب كمية بسيطة من التمر، ولم يكتف أهل الإحساء بهذه المعركة بل صعَّدوا الموقف وأعلنوا محاربة العجمان وإخراجهم من الإحساء، واستمرت المعارك بينهم من شهر جمادى الآخرة حتى شهر رمضان عام ١٣٢٤ هـ الموافق ١٩٠٦ م، وعندما علم العجمان بنوايا أهل الإحساء، استنفروا جميع العجمان الذين في منطقة الإحساء والذين خارجها فجاءوا جميعًا إلى الإحساء لأخذ حقهم بالقوة.

أما أهل المبرَّز فإنهم عندما سمعوا وشاهدوا عناد العجمان وزيادة قوتهم، طلبوا من المتصرف محمد نجيب أبو سهيلة أن يدعم موقفهم بحملة عسكرية مزودة بالمدافع ليصدوا هجمات العجمان الذين أتوا من البادية لمناصرة أهل الحزم والرقيقة، فتجمع أهل الإحساء ومعهم عساكر النظام العثماني، ثم توجهوا إلى منطقة الحزم والرقيقة والوزية، وكان ذلك في شهر رمضان عام ١٣٢٤ هـ الموافق ١٩٠٦ م، مستهدفين العجمان، وفي ذلك المكان المسمى "الحزم والوزية" حيث نشبت معارك البنادق والسيوف والمدافع، حتى أتى الليل، وعندما أصبح القصف عشوائيًّا، وارتبك الفرسان وأصبح أحدهم لا يرى الآخر بسبب الظلام الدامس، مما أدى إلى ارتفاع عدد القتلى من أهل الإحساء والعجمان، فضلًا عن العدد الكبير من قتلى عساكر الدولة العثمانية.

وتم إحراق عدد كبير من النخيل وإتلاف جزء كبير من الأراضي الزراعية من جراء القتال الذي جرى عليها، كما أدى إلى تشريد أبناء القرى الصغيرة التي تأثرت بالمعارك الدائرة حولها، كقرية الحليلة، والشقيق، والكلابية (١).

والشيء الجميل في البوادي، أن عداوتهم لبعض لا تدوم فترة طويلة، فهم بمجرد ما ينتهون من معاربههم وتضع الحرب أوزارها يتم الصلح فيما بينهم بسهولة ويسر" وعفا الله عما سلف"، تمامًا كما كانت تبدأ معاركهم لأتفه الأسباب.


(١) الكلابية: نسبة إلى بني كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة، وتقع قرية الكلابية شرق مدينة المبرَّز.

<<  <  ج: ص:  >  >>