للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولما علم بذلك والي بغداد العثماني، عزل على الفور موسى كاظم متصوف الإحساء، وعيَّن بدلًا منه السيد طالب باشا النقيب ومعه قوة عسكرية إضافية.

وعندما وصل النقيب بقواته إلى الإحساء، توجه على الفور بما معه من عسكر ومدافع قاصدًا آل مُرَّة الذين يقيمون في منطقة ماء تسمى "الزرنوقة"، فأخذ طالب النقيب بعض مواشيهم وعاد بها إلى منطقة الإحساء ليشاهدها الناس، فتطمئن قلوبهم، وتسير قوافلهم كعادتها، وبعد مرور أربع سنوات قضاها السيد طالب باشا النقيب حاكمًا للإحساء، عُزل، وعين بدلًا منه المتصرف العثماني محمد نجيب أبو سهيلة، عام ١٣٢٥ هـ الموافق ١٩٠٧ م (١).

وفي أيام حكم أبو سهيلة، وقعته معركة الحزم والوزية، حيث كان كثير من العجمان وأحلافهم ينزلون في أيام الصيف الحارة بالإحساء عندما يحين وقت صرام النخل (٢)، فيشترون حاجتهم ثم يخرجون إلى البادية، وكانوا ينزلون في منطقتي" الحزم" وهي قريبة من منطقة المبَّرز، و" الرقيقة" وهي بقرب منطقة الهفوف.

وأهل البادية في تلك الأيام كانوا يتحاربون لأتفه الأسباب، وكلنا نذكر أسباب اشتعال حرب "داحس والغبراء" بين قبائل غطفان من عبس وذبيان التي زعموا أنها طالت أربعين عامًا، والسبب ناقة، والمعركة التي نحن بصددها وقعت بسبب رجلين أو ثلاثة، احتاجوا إلى قليل من البلح فقطفوا من النخيل، وربما كان ذلك بسبب الجوع، ولكن أصحاب النخيل أطلقوا عليهم النار فردوا عليهم بالمثل، فنشبت بينهم معركة استخدمت فيها البنادق من الطرفين، ووقعت هذه المعركة بين أهل منطقتي المبرَّز والحزم، ثم اتسعت المعركة حينما هب أهل المبزَّر والهفوف لجماعتهم أصحاب النخيل، وهب أهل الحزم والرقيقة لجماعتهم العجمان، واستمرت المعركة بينهم يومًا كاملا، وبعد ذلك تغلَّب أهل المبرَّز والهفوف على


(١) تحفة المستفيد، مصدر سابق، ص ١٨٩، ١٩٠.
(٢) الصرام: القطع صرم العذق عن النخلة بمعنى قطع العذق. ويقال هذا وقت الصرام، ونخل صريم.

<<  <  ج: ص:  >  >>