للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عزَّة وغلام كُثَيِّر:

كان لكُثَيِّر غلام تاجرٌ، فباع من عزَّة بعض سلعه، ومطلته مُدة وهو لا يعرفها فقال لها يومًا: أنت واللَّه كما قال مولاي:

قَضَى كلُّ ذِي دَينٍ فَوَّفَى غَرِيمه … وَعَزَّةُ مَمطُولٌ معنًى غَريمُهَا

فانصرفت عنه خَجلة.

فقالت له امرأة: أتعرف عزَّة؟

قال: لا واللَّه!

قالت: فهذه واللَّه عزَّة.

فقال: لا جَرَم واللَّه لا آخذ منها شيئًا أبدًا ولا أقتضيها ورجع إلى كُثَيِّر فأخبره بذلك، فأعتقه ووهب له المال الذي كان في يده (١).

عزَّة وبثينة:

قالت عزَّةُ لبُثينةَ: تصدَّي لكُثَيِّر واطمعيه في نفسك حتى أسمع ما يجيبك به فأقبلت إليه وعزة تمشي وراءها مختفيةً، فعرضت عليه الوصل، فقاربها ثم قال:

رَمَتْني على عَمْدٍ بُثينَةُ بعْدَمَا … تولَّى شَبابِي وارْجَحَنَّ شَبَابُهَا

فكشفت عزَّةُ عن وجهها، فبادرها الكلامَ ثم قال:

ولكنَّما تَرمينَ نَفْسًا مَريضةً … لِعَزَّة منها صَفُوها ولُبَابُها

فضحكت ثم قالت: أولى لك بها قد نجوت، وانصرفتا تتضاحكان (٢).

عزَّة وسكينة بنت الحسين:

خرج كُثَيِّر في الحاجّ بجمل له يبيعه، فمرَّ بسُكينة بنت الحسين ومعها عزَّة وهو لا يعرفها، فقالت سُكينة: فسُومُوه بالجمل، فساموه فاستام مائتي درهم فقالت: ضَعْ عنَّا فأبى، فدعت له بتمر وَزُبد فأكل، ثم قالت له: ضع كذا وكذا


(١) الأغاني ٩/ ٢٧.
(٢) الأغاني ٩/ ٣٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>