للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[بعض أسماء خيل باهلة]

ومن أشهر ما عرف لباهلة من الخيل:

١ - الأشقر (١):

فرس قتيبة بن مسلم، وكان الحجاج كتب إلى قتيبة: إنه قد اجتمعت جياد العرب بخراسان، فاكتب إلى أهل الكُوْر ومرهم بإجراء الخيل، وابعث إلى بسوابقها، ففعل، فبعث إليه قتيبة بالأشقر والرؤاسي وهما ابنا الحُميراء لبطنها، فجاءت بهما رسله، فعرض لهما أشكاب اللص بجوخي، فسرق الأشقر، فذهب به وجاءوا بالرؤاسي إلى الحجاج، فبعث به الحجاج إلى عبد الملك، فاستوهبه منه بشر بن مروان أخوه، فوهبه له، فكانت خيل عبد الملك بن بشر من بنات الرؤاسي، فكانت سوابق الخيل بالعراق.

وكان يوسف بن عمر يجري الخيل فسبقه عبد الملك بن بشر ببنات الرؤاسي، وقيل ليوسف بن عمر: ألا تجري الخيل؟ فقال: ألا أتغني وأبعث بالسبق إلى عبد الملك، فلم تزل عند عبد الملك بن بشر، فحمل بعضهن على بعض فرقهن وقادهن عبد الملك بعد إلى بنات الذائد بالشام، فسبقتها الذائدية، فما قصبت الرؤاسية مع الذائدية، وذلك لأنهن رققن وضعفن.

وكانت الذائدية أغلظ منها وأقوى، فاعترتها بقوتها، قال أبو يحيى: وإنما سمي الرؤاسي لأن رجلا من بني سُليم يقال له عبد الملك رؤاس، استوهب ما في بطن الحُمَيراء من مَعْقِل بن عروة فوهبه له، فلما وضعته أعجب معقل بن عروة، فقال لعبد الملك رؤاس: دعه العام وأهب لك ما شئت. فأبى، فقال معقل: إذا لا أُلَبِّئه لك. قال: هاته، فأخذه واشترى له برذونة حين وضعت فألباه منها ثم صنعه حتى أجذع فأرسله فلم يصنع شيئًا، ثم أثني، فأرسله فلم يصنع شيئًا فأعاره رجلا من دَهَاقين أهل خُرَاسان، فابتذله الدهقان حتى أربع، فانتسب الفرس بعدما ابتُذِل، فكان سابقًا مُبِرّا -انتسب أي رجع إلى نسبه وعرقه-.

وقال أبو يحيى: كانت الحُميراء لمعقل بن عروة، وكانت سابقة وبناتها سوابق، وكان معقل بصيرًا بالخيل، وكان إذا أجريت الخيل استدبرها فأيها كان أدنى سنبكا من الأرض سبقه عليها.


(١) "بلوغ الأرب في معرفة أحوال العرب" ٢/ ١٠٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>