وكان أصحاب الرأي من كل فريق يوعظونهم وينادون بالإمساك عن القتال (١) والكف عن الخصام فتأخر كل فريق إلى ناحيته.
قيل: قُتل أفراد من طرود من بينهم سيدي يوسف صاحب الضريح المعلوم والمقبرة المشهورة (وجد نور على قبره بعد زمان فجعل عليه كوم من خشب كان بقربه ثم في الأزمنة الأخيرة جعلت عليه قبة ثم سقطت الأول D وجددت).
والصحيح أن سيدي يوسف المذكور لم يكن من أهل ذلك الزمن وإنما كان من المتأخرين جدا القريبين من وقتنا، فقد أخبرني شيخ كبير يقال له عل d البهلي بأنه عاين ابن سيدي يوسف في الخنقة مجذوبا انتقل بعد موت أبيه بقليل، والعلم لله.
ثم التقى طرود وزنات i مرة ثانية قصد القتال بمحل أرض القارة الآن أعني بأرض القارة الجوفية (الشمالية) لا الأرض القبلية التي بحصن الماسط شرقا منه.
وقد انحاز إلى طرود كثير من فريق عدوان وخرجوا في عدة تامة وعدد كبير، ولما رأتهم زناته على هذه الحال سر D في قلوبهم الخوف فتراجعوا منهزمين.
ورجع طرود وأنصارهم ظافرين غانمين الأسلحة والدروع والثياب عازمين على أنهم بعدما يصلحون شؤونهم يرجعون إلى قوم زناته ليخرجوهم من ديارهم ويأخذوها منهم رغما.
[خراب تكسبت القديمة]
وحيث كان القليل تابعا للكثير، وكانت القرية الجديدة التي قرب تكسبت الآن صغيرة جدا يقال أنها كقرية سيدي عبد الله الآن أو أقل لم أخصها بترجمة إذ كان خرابها معها كما سيأتي.
(١) يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار، قيل يا رسول الله هذا القاتل فما بال المقتول. قال: إنه كان حريصا على قتل صاحبه".