للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الجمي باللي في الجابية اليوم غاويه ولا مندله]

وقعت معركة بين آل مرة وإحدى القبائل، وكانوا آل مرة قد نزلوا بالقرب من إحدى الوديان، وكان الوادي يسمى (الجابية)، وهذا الاسم كان دارجًا عن آل مرة ويام أهل نجران، وكانوا يعلمون أن القوم في الوادي، فألجم البصيّص (١) فرصه عنانها (مقلوبًا) وظنوه أنه لم ينتبه، فقيل له "غاوي يالبصيص" فقال: "الجمي باللي في الوادي اليوم غاويه ولا مند له".

[تعاذلوا عيال همدان]

وهذا المثل له قصة وهي:

أن أهل اليمن من قبيلة دهم (٢) أغاروا على جماعة من آل مرة وكانوا قلة، فعلقوا "الشلايل" (٣) لآل مرة ويام. فجاءهم المدد من آل مرة والوعلة ويام أهل نجران فنوخوا دهم ومن معهم على "الخضراء" (٤)، بينما نوخوا آل مرة ومن معهم على "دحضة" (٥) وهو موقع بينهم وبين نجران، وأخذت خيل يام تعرض، وكانت حوالي تسعة آلاف فرس، أي تسعة آلاف خيال، دون أهل الهجن. فلما رأت دهم ما رأوا من تلك القوة، تشاوروا بينهم وسرعان ما عزموا على الرحيل، فما كان منهم إلا أن أنسحبوا من أرض المعركة ليلا.

فقال الشاعر المري هذه القصيدة بهذه المناسبة:

يا كون يا همدان فيكم عارف … يفطن لضرّاب الحديد إلى ضرب

إلى ضرب "يامي" يلين بهم الحجر … يعطب بهم زبر الحديد إلى ضرب

ما تسعة آلاف تساس بلادهم … شرّابه الكدر الذي ما ينشرب

خيالهم يعطى البشاير في اللقاء … رمحه يفري الدروع إلى ضرب


(١) هو محمد بن علي البصيصي آل عذبة.
(٢) دهم: قبيلة كبيرة عرفت بالشجاعة وهم أهل اليمن، ويجمعهم مع يام الجد الأكبر "همدان".
(٣) الشلايل: جمع شليلة، وهي قطع من القماش باللون الأحمر تعلق في رقبة الناقة التي صاحبها يطلب النجدة لمن خلفه فإن قطعت فإنهم قد عزموا على نصرته.
(٤) الخضراء: بئر في طرف وادي نجران.
(٥) دحضة: بين الوادي ونجران.

<<  <  ج: ص:  >  >>