للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولا محوت عارا وليس من فعلت هذا به بغافل عنك، ثم أخذها فبقر بطنها وهي حبلى ولم يتورع فعلته هذه رغم كونها امرأة.

ومما سجله التاريخ في وفد بني سعد بن زيد مناة بن تميم إلى النبي صلى الله عليه وسلم عندما بدأ بالدعوى إلى الله في صدر الإسلام حيث أوفدوا (١) ظمياء بنت أشرس السعدية التميمية وهي الصحابية الجليلة ولما بعثت بنو سعدا امرأة تكني بظمياء ماء بالدور كانت قبيلة عبد القيس ادعته في الجاهلية حتى كان بينهم قتال، وبعث بنو عبد القيس وفدا لهم فالتقى الوفدان عند النبي صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: بعثني إليك بنو بهدلة بن عوف. فإن تمكن عبد القيس من الدور تهلك مضر. فقال العبدي: أعوذ بالله أن أكون كوافد عاد، وبهذا رجعت ظمياء ظافرة بفضل الله ثم حكمتها.

وكانت هنيدة (٢) بنت صعصعة عمه الفرزدق تقول: من جاءت من نساء العرب بأربعة كأربعتي يحل لها أن تضع خمارها عندهم فلها مكافأتي:

١ - أبي (صعصعة).

٢ - وأخي (غالب).

٣ - وخالي (الأقرع بن حابس).

٤ - وزوجي (الزبرقان بن بدر).

[بحث في بلاغتهن]

لما كان لبني تميم نصيب في البلاغة فقد اشتهروا في محادثاتهم وخطبهم فإن لنسائهم نصيبا منها، وفي ذلك ما أخبرنا (٣) به أبو عبيدة أن الأحنف بن قيس لما توفي (٤) بالكوفة أيام خروجه مع ابن الزبير إلى قتال المختار نزل دار عبد الله بن أبي عصيفير الثقفي. فلما حملت جنازته ودل في قبره جاءت امرأة من قومه بني منقر عليها قبول من النساء فوقفت على قبره وقالت: لله درك من مجن في جنن ومدرج في كفن، إنا لله وإنا إليه راجعون، نسأل الله الذي فجعنا في موتك وابتلانا بفقدك أن يوسع لك في قبرك وأن يغفر لك يوم حشرك وأن يجعل سبيل


(١) انظر: المصدر السابق ص ٣٥٨.
(٢) انظر: بني تميم ومكانتهم في الأدب والتاريخ ص ٥٣.
(٣) انظر: ذيل الأمالي للقالي ص ٢٨ - ٢٩.
(٤) انظر: بني تميم ومكانتهم في الأدب والتاريخ ص ٣٥٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>