للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ونجح في الوصول إلى عمق الصحراء ووصل إلى أماكن يصعب على الغربيين من أمثاله الوصول إليها.

وكانت وفاته سنة ١٩٢٦ م (١٣٣٤ هـ) (١).

[داوتي وابن ناحل]

حيث إن داوتي يسترسل في كتابة مذكراته وملاحظاته، ويسجل انطباعاته ومشاهداته لكل ما يراه أو يسمعه من خلال تنقله بين العربان والمواضع، فإن الذي يُهمُّنا هنا هو ما يتعلق بما كتبه عن الشيخ خلف بن ناحل. وفيما يلي مقتطفات مختارة مما ذكره:

كما أسلفنا فقد أُخْرِج داوتي من حائل للمرة الثانية ووصل إلى بعض البدو الواقعين إلى الجنوب الغربي من حائل. ويبدو أن كان يحاول زيارة القصيم التي لم يسبق له زيارتها، لكنه لا يستطيع الإفصاح عن ذلك بسبب العداء بين ابن رشيد وأهل القصيم حينئذ. وكان الجماميل الذين نقلوه من خيبر تركوه عند رجل يدعى معتوق الهتيمي وهربوا باتجاه خيبر ويبدو أنهم من عنزة. وهناك سأل داوتي عن كيفية الوصول إلى القصيم فعلم من العرب، الذين أقام عندهم: أنه لا يستطيع الوصول إلَّا عن طريق خلف بن ناحل كبير عرب حرب القاطنين بين حائل والقصيم، كما يقول. وهناك صمّم داوتي الذي ادّعى أن اسمه خليل وأنه طبيب شامي أن يقابل خلف بن ناحل، وألَحّ على مضيّفه معتوق طالبا منه أن يوصله إلى هناك مقابل مبلغ مالي (٢).

ويذكر داوتي أن عرب معتوق كانوا يتحدّثون كثيرًا في مجالسهم عن ابن ناحل، وكانوا يقولون: (إن بيته كبير جدًّا، وهو غني عظيم الثراء. أوف! ستجد عنده كل أشكال الجود والكرم، وعندما تأتي إلى بيته قل له: أرسلني يا ابن ناحل إلى القصيم، وسيفعل) (٣).


(١) المصدر السابق.
(٢) المصدر السابق ص ٣٠٠ وما بعدها.
(٣) المصدر السابق ص ٣٠٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>