ويجني أطايبها، ينفق ويتصدق ويأكل ويُهدي، وبقي أبناؤه من بعده يفعلون فعله بعد أن أقاموا بجوار تلك الأرض قصرًا أطلاله باقية إلى اليوم في شرق ليلى، وبعد فترة من الزمن انتقلوا إلى منازل لهم في المبرز ومكثوا فيها إلى أن هدمت أسوار المبرز وقصوره عام ١٢٨٥ هـ، فما كان منهم إلا أن جاءوا إلى أبناء عمهم في أم أثلة عند آل مفلح وآل فالح فسكنوا بجوارهم في القصر، وبعد عمارة المبرز انتقلوا إليه مرة أخرى واستقروا فيه إلى أن انتقلوا إلى الرياض، وكان ذلك عام ١٣٧٠ هـ، وكان المتقلون الشيخ عبد اللَّه بن دخيل، وعبد اللَّه بن محمد -أمد اللَّه في عمرهما-، وإبراهيم بن عبد اللَّه بن دخيل حيث أخذه ابناه عبد اللَّه، وعبد العزيز معهم إلى الرياض، أما عبد العزيز بن عبد اللَّه بن دخيل فقد توفي في الأفلاج قبل الرحيل. . .
[آل مفلح]
لما قدم الشيخ دخيّل بن جذلان إلى الأفلاج عام ١١٩٩ هـ وهبه الأمير راشد ابن بازع أرضًا فحفر فيها بئرًا وقام بزراعتها سنة ١٢٠٠ هـ وسميت فيما بعد (أم أثلة)، ولما توفي الشيخ دخيل -رحمه اللَّه- عام ١٢٣٣ هـ، ورث منه ابنه مفلح بن دخيل بئر أم أثلة والعزازي ثم ورث من أخيه سعود بن دخيل أراضي أسيلة (الرفيعة).
وقد قام مفلح بن دخيل ببناء قصر قريب من (أم أثلة) وذلك سنة ١٢٤٢ هـ تقريبًا، وجعل واجهة النصر شرقية نحو قلب البلد وقتذاك، وفي اتجاه السوق العام الذي يقدم إليه الناس من كل مكان للبيع والشراء والأخذ والعطاء، وحيث تقام مجالس القضاء وحل الخصومات. .
وقد كان لهذا القصر مكانة مرموقة وموقع جيد لقربه من السوق ومن قلب البلد وغربها كذلك، وقد جعل له مفلح بن دخيل أربعة أبراج قامت في وقتها بدور حربي ضد القادمين للغارة على البلاد.
وقد بني مفلح في القصر (مقهاة) في الجهة الشرقية منه أخذت في حياتها مكانة عالية حيث استقبال الأضياف وإكرامهم ودفء الفقير والمسافر وإطعام البائس والمعتر، ومن بعده أحياها ابنه العالم الشيخ سعود بن مفلح بحلقات العلم التي