فلما قدم إلى العراق، وقعت حروب ومعارك بينه وبين بعض من طيئ الذين كانوا يسكنون منطقة نصيبين، فاضطر الشيخ فارس الجربا، للتوجه إلى منطقة الخابور والاستقرار بها، حيث اجتمع إليه المهاجرون من شمَّر حتى كثر عددهم وصاروا قوة كبيرة، الأمر الذي استاء منه العبيد، وأرادوا إبعادهم عن المنطقة، كما سبق لهم أن أبعدوا الموالي من قبل وكانوا يتواجدون فيها، ولذلك فقد نشبت الخلافات وبدأت الحروب بين قبيلة شمَّر وبين العبيد، كانت الغلبة فيها إلى شمَّر، واضطرت عشيرة العبيد أن تنحاز إلى جزيرتها المسماة "حويجة العبيد"، ثم احتلت شمَّر الجربا، الجزيرة الفراتية والموصل، وما زالوا فيها، وكان عددهم قد بلغ نحوًا من مائة ألف نسمة، وهؤلاء غير الفريق من شمَّر الذي سكن سواد العراق، والذي أطلق عليه اسم "شمَّر طوكة"، وغير الفريق الذي بقي في نجد، والذي أطلق عليه اسم "شمَّر عبدة" الذي صار أمرهم هناك إلى ابن الرشيد، ثم صار النزاع سجالا بين آل الرشيد وبين آل سعود، واستمرت الحروب طويلًا، إلى أن قتل محمد الرشيد سنة ١٣٣٨ هـ، فتم لآل سعود الاستيلاء على جميع نجد، وتولى أمرهم الإمام عبد العزيز بن عبد الرَّحمن آل سعود، وتسمى "بالسلطان" وصار يطلق عليها اسم "سلطنة نجد".
[آل محمد الجربا]
آل محمد، أو عائلة الجربا، هم أمراء شمَّر. وهم من شمَّر طيئ، ولا صحة لما قيل غير ذلك، وكانت لهم الكلمة في جبلي شمَّر حتى سنة ١١٧٠ هـ حيث هاجر رئيسهم من حائل إلى العراق، واستقر في الجزيرة الفراتية، وهو الشيخ فارس الجربا الأكبر.
أما لقب "الجربا" فقد لحق بهم من أمهم، وقد جاء أول ذكر "للجرباء" أثناء الحديث الذي جرى بين الخليفة العباسي أبي جعفر المنصور، وبين عبد الله ابن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - عندما طلب