تحدث به إلى قومه، وهو يدعوهم إلى الدخول في الإسلام من أنه سمع ترجمة الروم وهينمة فارس فما يشبه كلام محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَلَامَهُمْ، وهو استنتاج نُؤَيِّدُهُ وإن لَمْ يذكر لنا صاحبه: مِمَّ استنتجه؟
راشد بن عبد ربه السُّلَمي
يُكنَّى أبا أثيلة، وراشد بن عبد ربه أحد صحابة الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أعطاه (رُهاطًا) وبها عين يقال لها "عين الرسول".
وكان راشد في الجاهلية سادن صنم بني سُلَيْم، وقد رأى ذات يوم ثعلبين يبولان عليه فقال:
أربٌّ يبول الثُّعْلَبَانِ برأسه … لقد هان من بالت عليه الثعالب
ثم شدَّ عليه وكسره. قدم على النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال له: ما اسمك؟ قال: غاوي بن ظالم، فقال النَّبِيّ: بل أنت راشد بن عبد الله، فأسلم وحسن إسلامه، وشهد الفتح مع النَّبِيّ، وقال الرسول - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "خير قرى عربية: خيبر، وخير بني سُلَيْم: راشد" وعقد له على قومه، وفي رواية أخرى: بل أنت راشد بن عبد ربه (١).
قِدْر بن عمَّار السُّلَمي (أو) قُدَد بن عمَّار
صحابي وصفه النَّبِيّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بأنه: (صادق الإيمان)، وكان قدر أو قُدَد بن عمَّار قد وفد على الرسول بالمدينة وأسلم، وعاهده على أن يأتيه بألف من قومه على الخيل، وأنشد يقول:
شددتُ يميني إذْ أتَيتُ مُحمَّدا … بِخيرِ يَدٍ شُدَّتُ بِحُجْزَةِ مِئْزَرِ
وذَاكَ امرؤٌ قاسَمْتُهُ نِصْفَ دِينِهِ … وأعطيتُه ألْفَ امرئ غير أعْسَرِ
ثم أتي قومه فأخبرهم الخبر، فخرج معه تسعمائة، وخلف في الحي مائة، فأقبل بهم يريد النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فنزل به الموت، فأوصى إلى ثلاثة رهط من قومه: إلى العباس بن مِرْدَاس - أحد زعمائهم في الجاهلية والإسلام - وأمره على ثلاثمائة، وإلى جبار بن حكيم، وهو الفَرَّارُ الشريدي وأمره على ثلاثمائة، وإلى الأخنس بن
(١) الاستيعاب، لابن عبد البر، ص ٥٠٤، المجلد الثاني، وغيره .. وفي الطبقات الكبرى لابن سعد أن الرسول - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - سماه: (راشد بن عبد ربه)، ص ٣٠٨، الجزء الأول.