للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[١٠ - يوم القاع]

القاع سهل منبسط في شفان، وشفان أرض تقع بين بيشة وأبها، وقد وقع فيه هذا اليوم بين قبائل خَثْعم وبكيل وحاشد، ولم نجد من المصادر ما يفصل أخبار هذا اليوم وأسبابه ودوافعه، ولا لمن كان الغلب فيه، إلَّا أنه ورد في شعر ابن الدمينة مفتخرا به فقال:

ويوم القاع من شفان جاءت … بكيل وحاشد متألبينا

وجئنا في مقدمة طحون … لها زجل تصم السامعينا

كأن هرير حملتنا عليهم … هرير النار أشعلت العرينا

تطايح هامهم بالبيض شتى … ونتبعهُنَّ حتى ينثنينا

بأسياف سقتها الجن مَلْسا … بأيديها وأخلصتِ المتونا (١)

كما ذكره مالك بن حريم الهمداني فقال:

وخَثْعم أرويت القنا من دمائها … بشفان حتى سال كل مسيل

وليست هذه هي كل الأيام التي خاضتها قبائل بني خَثْعم عبر العصور التاريخية السابقة، بل إن هناك الكثير، والكثير من هذه الأيام ضاع سدي، ولم تمتد لها يد القدر بالحفظ والتدوين، بل ضاعت مع ما ضاع من تراثنا العربي الضخم، وأصبحت في ذاكرة النسيان، ومن هذه الأيام ما ذكره ابن الدمينة في جانب الفخر بقومه وعشيرته فقال في قصيدة طويلة بلغت ٨٢ بيتًا منها (٢):

ألا يا أيها المعتد فخرا … هلم ألا أُخبّرُك اليقينا

فإنك إنْ فخرت ولم تصدق … حديثك آية للسائلينا

وإنك إن فخرت بغير شيء … ترد به حديث المبطلينا

فإن لخثعم آيات نعمي … أمارات الهدى نورا مبينا

ومن آيات ربك أن ترانا … بمسكنة القبائل مارضينا

ونك إن ترى منا فقيرا … يُضيفُ غَنِيَّ قوم آخرينا

وإنَّ الجار ينبت في ثرانا … ونَعجل بالقرى للنازلينا

وإنا لن نصاحب ركب قوم … ولا أصحاب سجن ماحيينا

فيختلطوا بنا إلَّا افترقنا … عليهم بالسماحة مفضلينا


(١) ديوانه - تحقيق أحمد راتب النفاخ، ص ١٥٧.
(٢) المصدر نفسه، ص ١٥١.

<<  <  ج: ص:  >  >>