للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[القسم الأول: قبائل كهلان]

تتفرع كهلان فرعين رئيسيين: مالك، وعريب.

أولًا - مالك

كان منهم بمصر الأقسام الآتية:

[١ - الأزد]

الأزد من أعظم الأحياء، وأكثرها بطونا، وأمدها فرعًا (١). وكان بعض أقسامها موضع السخرية من العرب، فكانت قريش تأنف من اعتبار أزد عُمان - وعُمان ثغر بالبحرين نزلها فرقة منهم فعرفوا بها - عربا، وكان عملهم الرئيسي صيد السمك (٢). أما أزد السراة - في جبال السراة بأطراف اليمن، وهم وأزد شنوءة شيء واحد فيما يبدو - فكانوا موضع السخرية لاشتغالهم بالنساجة (٣). ولعلَّ هذا هو أهم ما قصد إليه الرسول - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في حديثه: "الأزد أزد الله في الأرض، يريد النّاس أن يضعوهم، ويأبى الله إلَّا أن يرفعهم" (٤)

وقد أرغم تحطم سد مأرب الأزد على النزوح من سبأ إلى مواطنهم الجديدة في عمان والسراة ومكة ويثرب والشام، وكان ذلك قبيل القرن الخامس الميلادي على وجه التقريب (٥). وفي الإسلام نزحت أعداد كبيرة من أزد السراة وأزد عُمان إلى الكوفة والبصرة حيث قاموا بدور البطولة الرئيسي بين العرب الجنوبيين في المعارك التي دارت بين عرب الشمال وعرب الجنوب. وفي خراسان، بحيث قدموا من البصرة، كانوا أهم قبيلة بعد تميم القيسية، وازدادت أهميتهم بعد قيام المهلب الأزدي (ت ٨٣ هـ) وأسرته. ولكنهم ذاقوا مرارة الاضطهاد في عهد قتيبة بن مسلم


(١) نهاية الأرب ص ٧٨ - ٧٩.
(٢) المصدر نفسه ص ٧٩ و ٥٢٩. Ency.IsI.I،P
(٣) نفس المرجع.
(٤) طبقات الشافعية ج ١ ص ١٠١.
(٥) Ency. Isl. II، p. ٩٨٤

<<  <  ج: ص:  >  >>