للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وَفِتْيَانٍ يَرَوْنَ المَجْدَ غُنْمًا … صَبَرْتُ بِحَقِّهِمْ لَيْلَ التَّمَامِ

فَوَدِّعْ بِالسَّلامِ أَبَا جَرِيرٍ … وَقَلَّ وَدَاعُ أَرْبَدَ بالسَّلامِ

فَهَلْ نُبِّئْتَ عَنْ أَخَوَيْنِ دَامَا … عَلَى الأَحْدَاثِ إِلا ابْنَيْ شَمَامِ

وَإِلا الفَرْقَدَيْنِ وآلَ نَعْشٍ … خَوَالِدَ مَا تُحَدَّثُ بِانْهِدَامِ

ولا يزال ابنا شمام معروفين، ولكن العامة حرفت الاسم إلى (أذني شمال) كعادتهم في كثير من الأسماء التي يقربونها إلى أفهامهم بتغييرها مثل (أسنان بلابة) يقولون: (ثنايا بلال) بين الرياض والخرج، وابنا شَمَام رأسان مرتفعان لجبل واحد على مقربة من هجرة عَرْوا، وقرية نُخَيْلان، في أعلى وادٍ يعرف الآن باسم الحنفة -ويظهر أنه العرض قديمًا- من أعلى فروعه وادي عَرْوًا (عَرْوان). ويبعد جبل ابني شمام عن بلدة القويعية نحو أربعين كيلًا في الشمال الغربي.

[صاحة]

فَسَّر ياقوت صاحة بأنها (١): اسم جبل أحمر بالرَّكَاءِ والدُّخُول، ويجوز أن يكون من الصَّوْحِ، بالفتح: جانب الجبل، وقيل: الصَّوْحُ وجه الجبل القائم كأنه حائط صوح، وصوح لغتان فيه، وقال نصر (٢): صاحة هضاب حمرٌ لباهلة بقرب عقيق المدينة، وهو أحد أوديتها الثلاثة، قال بشر بن أبي خازم:

لَيَالِيَ تَسْتَبِيْكَ بِذِي غُرُوْبٍ … كَأَنَّ رُضَابَهُ وهْنًا مُدَامُ

وَأَبْلَجَ مُشْرِقِ الخَدَّيْنِ فَخْمٍ … يُسَنُّ عَلَى مَراغِمِهِ القَسَامُ

تعَرُّضَ جَابَةِ المِدْرَى خَذُوْلٍ … بِصَاحَةَ فِي أَسْرَّتِهَا السِّلامُ

وصَاحِبُهَا غَضِيضُ الطَّرْفِ أَحْوَى … يَضُوعُ فُؤَادَها مِنْهُ بَغَامُ

انتهى كلام ياقوت.

ويظهر أن في كلام نصر سقطًا، فصاحة بقرب عُقَيْق تَمْرة -عقيق عُقَيْل- لا عقيق المدينة، وعقيق تمرة هو المعروف الآن باسم وادي الدواسر، وصاحة تقع شماله غرب الأفلاج، وهي قريبة من هضب الدخول، ومن وادي الركاء.


(١) "معجم البلدان".
(٢) لم أجد في كتاب نصر.

<<  <  ج: ص:  >  >>