من أشهر شعوب البربر وأشدهم قوة وبأسًا وأكثرهم استقرارًا وتمرسًا بالحضارة، ينسبون إلى أبيهم كتام أو كتم بن برنس، ويؤكد الطبري وابن الكلبي وغيرهما من نسابي العرب أنهم من حِمْيَر، وأن أفريقش بن قيسي بن صيفي من ملوك التبابعة الذي افتتح إفريقيا بقبائل العرب في زمن قديم خلفهم وصنهاجة به عند رجوعه من غزوته وسماهم البربر لما رأى من لغطهم وتغير لغتهم بعد اختلاطهم بأهل البلاد الأصليين عدة سنوات.
كانت قبائل كتامة موجودة من قديم في جميع نواحي المغرب، إلا أن جمهورهم كان عند الفتح الإسلامي موطنًا بأرياف إقليم قسنطينة وشرق المغرب الأوسط على العموم من جبل أوراس جنوبًا إلى سيف البحر ما بين عنابة وبجاية، وكانت لهم في تلك المواطن مدن مذكورة مثل سطيف وباغاية ونقاوس وبلزمة وميلة وقسنطينة والقل وجيجل أكثرها لهم وبين ديارهم ومجالاتهم، لكنهم تنكروا مع ذلك لنسبهم وأخذوا يفرون منه بعد ما أصبح المثل السائر في الذلة بين القبائل لما نكرتهم الدول بسبب انتحالهم لبعض المذاهب الشاذة، ولم تبق منهم إلا قبيلة واحدة معروفة باسمها الأصلي مستقرة بشمال المغرب الأقصى.
ولكتامة قبائل وبطون كثيرة يجمعها كلها ابناه غرسن ويسودة.
فمن قبائل غرسن
- بنو يناوة وهم:
أ - جيملة: بكسر الجيم ومد وسكون الميم، مازالت معروفة إلى اليوم بهذا الاسم، وهي ساكنة على عدوتي وادي جندين بين جيجل وسطيف من المغرب الأوسط.