وقال أبو عبد الرحمن بن محمد الحسين السُّلَمي: إنه من أهل مَرو، من قرية يقال لها:(دنداقان)، ويقال: من أهل (أبيورد) أو من أهل (بوشنج).
لمنصور بن عمار حديث بسنده المتصل إلى واثلة بن الأسقع، قال واثلة: لما أسلمت أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فأسلمت على يديه، فقال لي:"اذهب فاحلق عنك شعر الكفر واغتسل بماء وسدر".
[قدوم منصور إلى مصر]
حين قدم منصور بن عمار إلى مصر جلس يقص على الناس، فسمع كلامَهُ اللَّيثُ بن سعد فاستحسن قصصه وفصاحته، فقال له الليث: يا هذا، ما أقدمك إلى بلدنا؟ قال: طلبتُ أكتسب بها ألف دينار، فقال له الليث: فهي لك على رصين كلامك هذا الحسن، ولا تتبذل. فأقام في مصر في جملة الليث بن سعد وفي جرايته، إلى أن خرج عن مصر فدفع له الليث ألف دينار، ودفع إليه بنو الليث أيضًا ألف دينار، فخرج فسكن بغداد وبها توفي.
ويتحدث منصور بن عمار عن نفسه أثناء إقامته بمصر فيقول: لما قَدمْتُ إلى مصر وكان الناس قد قحطوا، فلما صَلَّوُا الجمعة رفعوا أصواتهم بالبكاء وَالدعاء، فحضرتني النية، فصرتُ إلى صحن المسجد، فقلت: يا قوم، تقربوا إلى الله بالصدقة، فإنه ما تُقُرب إليه بشيء أفضل منها، ثم رميت بكسائي، ثم قلت: اللهم هذا كسائي وهو جهدي وفوق طاقتي، فجعل الناس يتصدَّقون ويعطوني ويلقون على الكساء، حتى جعلت المرأة تلقي خُرصَها وسخابها (قلادتها) حتى فاض الكساء من أطرافه، ثم هطلت السماء، فخرج الناس في الطين والمطر، فلما صُلِّيَت العصرُ، قلتُ: يا أهل مصر، أنا رجل غريب ولا علم لي بفقرائكم، فأين فقهاؤكَم؟ فَدُفِعتُ إلى الليث بن سعد، وابن لهيعة، فنظرا إلى كثرة المال، فقال أحدهما لصاحبه: لا تحرك، ووكلوا به الثقات حتى أصبحوا، فَرُحْتُ، أو قال: فادلجتُ إلى الإسكندرية، وأقمت بها شهرين. فبينما أنا أطوف على حصنها وأُكبِّرُ، فإذا أنا برجل يرمقني، فقلت: مالك؟ قال: يا هذا، أنت قدمت من مصر؟ قلت: نعم، قال: أنت المُتكِّلم يوم الجمعة؟ قال: قلت: نعم، قال: فإنك صرت فتنة على أهل مصر. قلت: وما ذاك؟ قال: قالوا: كان ذاك الخضر دعا،