للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ابن عمرو الحربي في أشعار تدل على الحكمة ورجاحة الرأي، فلم ينته عمرو، فلج في الحرب بدون هوادة، فآل الأمر إلى أن نزح هو وقومه من ديارهم.

ونحن في هذا الكتاب بصدد بني حرب، ولكن لاتصال بني غالب ببني حرب ومشاركتهم الهجرة اجتهدت في البحث عنهم فلم أجد لهم ذكرًا، غير أنه - ونظرًا للصلة القوية بين قبيلتي حرب وعُتيبة - من المؤكد أن بني غالب انضمت إلى بقايا هَوَازِنْ فكوّنت قبيلة عُتيبة التي تلي حربًا دون بقية القبائل.

ولا يمكن أن يكون هذا الولاء وهذه العاطفة القوية مردها الحلف، فهناك الكثير من القبائل دخلت في حلف حرب وعُتيبة، ولكن الذي بينها وبين هاتين القبيلتين يختلف عما بين القبيلتين نفسيهما. ومما يرجح هذا الرأي وجود قبائل كبيرة في عُتيبة لا نستطيع إلحاقها بأصولها، مثل: النفّعة، والمقَّطة، والقثِّمة، وقد اجتهد بعضهم فظن القثِّمة بني جُشَم، ولكن الذي يعرف لهجة البادية يعرف كيف ينطقون القاف والجيم. وفي كتاب: - معجم قبائل الحجاز - تحدث البلادي عن هذه القبائل بأكثر من هذا.

[تأريخ نزول بني حرب الحجاز]

قال الهمداني: قالت علماء صعدة: إن بني حرب أجليت من صعدة في بلاد اليمن في سنة إحدى وثلاثين ومائة (١).

قلت: أما قوله فيما تقدم أن بني حرب تد نزلت ينبع ورضوى فقد وهم من ذكر له ذلك. فحرب لم تنزل ينبع إلا في عهود متأخرة بعد أن دحرت جهينة عن جبل الأشعر وواسط ووادي إضم، كما أنها لم تصل جبل رضوى إلى اليوم.


(١) الإكليل ج ١.

<<  <  ج: ص:  >  >>