للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[لمحة عن تاريخ الهنادي]

كانت مساكن قبيلة الهنادي في بداية نزولهم من برقة في محافظة البحيرة وكان هذا في عهد الأتراك العثمانيين، وكانوا في حروب مستمرة مع قبيلة الجميعات وقبيلة أولاد علي الآتي التفصيل عنهما، وانتهت هذه الحروب في عهد محمد علي (١) باشا بانتصار أولاد علي والجميعات على الهنادي الذين نزحوا إلى الشرقية وبدأوا يستقرون فيها، وكان رعيم الهنادي وقتئذ يُسمى آدم سلطان من فرع المناصرة ولكن كُتَّاب الحملة الفرنسية ذكروا أن نرعيمهم قبل قرنين كان موسى أبو علي، وقد استمرت بعض المصادمات بين أولاد علي والهنادي في الشرقية قرب وادي الطميلات كما يذكر الرواة، وفي هذا الوقت كان الشافعي شيخ العليوات يعمل مع نحو مائتي عربة لمساعدة محمد علي باشا في حملته للشام، وقد نجح في أعماله هناك وبعد عودته لمصر كان آدم سلطان قد توفي فعيَّن محمد علي باشا الشافعي شيخًا على نصف القبيلة، مما أدى إلى نفور فرع المناصرة وبذلك انقسمت القبيلة إلى جهتين، قسم الشافعي بمساعدة ولده والقسم الآخر وهو المناصرة على رأسه عائلة سلطان (السلاطنة)، ولكن الطحاوي من فرع الشافعي لم يأبه لهذا التقسيم وصمم على جمع السلطة لنفسه مما أدى إلى تعصب كبار القبيلة ضده وأدى ذلك إلى اغتياله في نهاية الأمر كما يقول الرواة، وكان


(١) ذكر في تواريخ مصر أن طوسون باشا ابن محمد علي والي مصر في بداية القرن التاسع عشر للميلاد كان متحالفًا مع عرب الهنادي. في البحيرة وقد اصطنعهم لنفسه والاستعانة بهم في حروب الشام والسودان ونجد وغيرها ثم أقطعهم أرضًا شاسعة في البحيرة، فلما تكبروا ومالوا إلى العصيان لأوامر الحكومة في دولة محمد علي وهذا لحب الأعراب البادية للعيش بحربة، أحضر طوسون باشا جماعة من بدو أولاد علي من السعادي في برقة وقد فتح لهم صدره، وأحسن عليهم بالعطايا وأغدق عليهم الأموال والسلاح حتى قريت شوكتهم في البحيرة، ثم فاجأ الهنادي العصاة على حين غرة فأوقع بهم في عدة وقعات وطاردهم حتى الشرقية بمساعدة أولاد علي، وأدى ذلك إلى تكاثر أولاد علي في البحيرة وامتدوا في الساحل الشمالي وخاصة بعد حروبهم مع العبيدات من الحرابي وطرد العبيدات لهم من برقة بعد تعاون الأتراك مع العبيدي كما سيأتي ذكره.

<<  <  ج: ص:  >  >>