والموطن فها هي فخوذ الأسلم لا تزال في جبال سلمي وحولها وكذلك منطقة جبال رمان وشرقا في فيد والسهول، وأما زوبع "سنجارة" فهي تسكن في مساكن بطون من طيئ في غربي أجأ وفي الغوطة ورمال عالج وامتدادها شمالًا، أما عشيرة عبدة فهي التي كثر الجدل والخلط في أمرها وتضاربت الروايات في نسبتها الطيئ أم لجنب من قحطان؟ ومتى جاءت إلى منطقة الجبلين وكيف تمت لها الرئاسة على شمَّر التي هي بطن من طيئ ولها السبق في الاستيطان والسكن في المنطقة؟ وما مدى قوة شمَّر قبل انتساب عبدة لها؟ وإذا كانت عبدة انتسبت لشمَّر بالحلف كما هو في بعض الروايات فلماذا لَمْ تنسب القبيلة لها لاسيما بعد أن أصبحت لها الرئاسة على القبيلة؟
أسئلة ذات مغزي وفي الإجابة عليها إزالة اللبس والغموض وإبعاد للخلط والتكهن اللذين يلجأ إليها أي باحث في مثل هذا الشأن، وبهذا أدعوا من لديه علم أو إجابة على أي من هذه التساؤلات إيضاحها فزكاة العلم نشره.
[وعودة إلى السؤال الخاص بمجيء عبدة إلى الجبلين أقول]
اهتم المؤرخون والباحثون في هجرات القبائل فدونوا الهجرات ذات الصفة الجماعية أو الهجرات التي ترتب عليها قيام إمارة أو كيان قبلي أو صراع بين عدة قبائل أو بطون منها، وأما الهجرات الفردية والمحدودة فلم يلموا بها ولم تستوعبها ملاحظات مَنْ دَوَّنَ واهتم بذكر موجات القبائل المهاجرة أو قد تكون أخفيت أو أهلكت في عصور الجهل ونزوح عشيرة عبدة من الجنوب "اليمن ومنطقة تثليث" إلى الشمال "منطقة حائل والجبلين" هي الأخرى تضاربت الأقوال والروايات حولها ولم يكن هناك ذكر مدون إلَّا ما وصف بهجرة الضياغم، وهذه الهجرة هي التي اعتبرها معظم المؤرخين هي هجرة قبيلة عبدة التي انضمت بالحلف مع بني شمَّر من طيئ الذين يمثلونهم بطن زوبع وبطن الأسلم، ومع أن هجرة الضياغم ورد ذكرها في عدة مواضع من مؤلفات الباحثين إلَّا أن تحديدها بشكل قاطع لا زال موضع جدل بين المؤرخين وما ورد عن كونه منتصف القرن التاسع (٨٥٠ هـ) كما أشار إليه ابن حاتم وغيره خاضع للاحتمال أكثر منه