البلاد التي استقروا بها بلدة أولاد سلامة، وعرابة أبو دهب، ثم اتجهوا شمالًا حتى كانت نهايتهم بلدة الغابات جنوبًا.
وإزاء هذين الرأيين: رأي المؤرخين الأول، ورأي نسابتهم - أي العرابات يمكن القول بأن كلا الرأيين صحيح، حيث عوامل الأحلاف لعبت دورًا خطيرًا في القرون الماضية في إدماج القبائل المتعددة المختلفة في قبيلة واحدة، هذا إذا ضم إلى ذلك عوامل التصاهر والمصلحة المشتركة والمكان. كلّ ذلك كفيل بمزج هذه العائلات المتحالفة في قبيلة واحدة أصبحت فيما بعد - قبيلة العرابات - التي هي أصلًا من ولد هوارة، ولذلك كثير من النظائر سبق بيانه في قبائل عديدة من العدنانيين امتزجت بهوارة وساكنتها.
والذي يؤكد وحدة هذين البطنين في وحدة جامعة أن الهواريين من بني محمد الهواري كما هي شهرتهم بذلك وأيضا العدنانيين هم من ولد محمد بن أبي بكر الصديق - رضي الله عنه.
فالاسمان متشابهان، فتطابقا. غير أن الراجح عن أبناء هذه القبيلة "العرابات" أنهم من ولد محمد بن أبي بكر الصديق لما يذكره نسابتهم ويؤكدونه، وطباعهم وتقاليدهم تؤيد ذلك. كما في نغفل أن من بينها من ينتمي إلى القبائل الهوارية أو غيرها، وبعوامل الأحلاف والتظاهر أصبح حينا يذكر بعضهم أنهم هواريون والآخرون أنهم بكريون. "انظر البيان والإعراب عما بأرض مصر من الأعراب" تحقيق الدكتور عبد المجيد عابدين من ص ١١٥ - ١١٦ مرحلة الأحلاف.
[(١٧) الأهلة]
من القبائل العربية التي تحدثت عنها أمهات الكتب التاريخية منذ مئات السنين قبيلة (عرب الأهلة) في الديار المصرية، ولسوف تظل الكتب التاريخية في كلّ عصر تتحدث عن هذه القبيلة؛ مشيدة ببطولة بنيها وعزمهم الأكيد في خوض غمار ميادين الشرف والكرامة للذود عن حمى العروبة والإسلام.