[قصة أخرى مع ابن رشيد]
كان الأمير عبد الرحمن (١) في رحلة صيد وكان قد صاد ظبيا وحمله تحت إبطه، وبينما هو في طريق العودة أقبل عليه قوم من جيش ابن رشيد وكانوا يريدون الظفر به وقتله ولكنه أخذ يطاردهم وكان الظبي ما زال في إبطه، وبعد أن أعياهم وجرح بعضهم ولم يظفروا به تركوه.
وقال عن ذلك شعرًا:
شليت ظبيي والتقيت المغيره … فكيت زملي من عيال السناعيس
ابن رشيد اللي ما يمثل بغيره … أقفى وجنوده من طمعهم مفاليس
كم عقبوا في المعركة من عقيره … من خيلهم ومن عيال مدابيس
أنا عنا (صيته) إذا جات ذيره … آقف لي ما قف ما بعد قيس
اقود نمرا في نحا كل ديره … معي نشامى فوق حيل عراميس
والى التقينا بالوجيه الشريره … انكّس الفارس على الأرض تنكيس
ربعي هل العادات في كل سيره … (مريه) عند الملاقى مدابيس
(عذبيةٍ) يثنون يوم الكسيره … تعرف فعول فروخهم القرانيس
ياما عقرنا من جواد ظهيره … وكم فارس في ملتقى خيلنا ديس
الجار ما نذخر عليه الذخيره … خشيرنا في الماء واللبس والكيس
وبيوت للضيفان فيها ذخيره … فيها الدلال متعبات المحاميس
وسوالف صدق ولا هي بغتيره … ما حن بأهل نشر العلوم الحماميس
وبعد أن استلم الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود دفة الحكم، وكان مشغولا مع كبار أمراء آل مرة والقبائل الباقية، وكان الأمير عبد الرحمن بن نقادان، وقد طعن في السن، وكان ينتظر السماح له بالدخول على الملك فطال عليه الانتظار، ولما سمح له أخذ يصيح بأعلى صوته: "هملتني يا عبد العزيز، هملتني يوم كبرت وقديت شيبه"، فقال الملك عبد العزيز: "إيه، عبد الرحمن لو
(١) هو الأمير عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن علي بن عبد اللَّه بن سالم بن نقادان العذبة المري.