للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نزلت مصر سنة ٥٤٥ م أي قبل الإسلام (١). كانت لهم أيام وحروب مع بقية القبائل، من أشهرها: أيام الفجار، "ثلاثة أيام" الأول بينهم وبين عجز هوازن بسوق عكاظ، والثاني بسبب تعرض فتيان من كنانة لامرأة من بني عامر، كانت وضيئة، فسألوها أن تسفر لهم فأبت، فخل أحدهم ذيلها إلى ظهر درعها بشوكة، فلما قامت انكشفت. فقالوا: منعتينا وجهك وأريتينا دبرك! فصاحت: يا آل عامر، فتهايجوا وجرت بين الفريقين دماء يسيرة. وأما اليوم الثالث فكان بسبب دين لأحد بني نصر بن معاوية على أحد بني كنانة. ولهم أيام مع بني سليم كيوم البرزة، ويوم الكديد.

وكانت بينهم وبين خُزاعة أيام، منها: يوم عتود، ويوم الحريم، وظلت كنانة معروفة إلى أول القرن الثامن الهجري حيث روى ابن بطوطة أن مدينة حلي بن يعقوب تعتبر قاعدة بني كنانة، وكان سلطان حلي في عهده: عامر بن ذؤيب الكناني، سنة ٧٣٠ هـ وظل لكنانة سلاطين معروفون إلى عهد الفاسي في القرن التاسع الهجري، في حلي، ولا نعلم متى انقرضت تلك الدولة، غير أن كنانة -كما تقدم- لا زالت معروفة في حلي ونواحيها. ثم حلت ديارها الشمالية -بين مر الظهران والصفراء- قبيلة حرب في القرن الثاني الهجري، فاندمجت منها بطون كثيرة في حرب، وذابت بقيتها، وتوجد اليوم من كنانة: بنو شعبة، وبطن يقيم حول حلي بن يعقوب، لا زال يحتفظ باسمه هناك، ومنهم أيضًا: الشوار، وبنو يحيى.

ولا نستطيع الجزم بأن كل ما يسمى كنانة اليوم يعود بنسبه إلى كنانة خزيمة. . ولكنانة حلي اليوم مرفأ مهجور يقال له مخشوش قرب حلي؛ وهؤلاء ثابت نسبهم في كنانة على مر العصور.

وذكر القلقشندي، أن من بطون كنانة: ملكان، والحارث، وعمرو، وعامر، وسعد، وغنم، وعوف، وجربة، وجرول، وجذال، وغزوان.

(ب) ما ذكره في الرحلة النجدية عن كنانة (٢):

إحدى قبائل الحجاز العريقة، كانت عند بزوغ فجر الإسلام تمتد ديارها من بدر في وادي الصفراء شمالا إلى قرب جازان جنوبًا، ممتدة على الساحل. وهم: بنو كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر.


(١) ومن كنانة طائفة نزلت مصر بعد الإسلام أيضًا (انظر ج ٢ من الموسوعة).
(٢) انظر الرحلة النجدية ص ١٤٩، ص ١٥٠ الطبعة الثانية ١٤٠٣ هـ/ ١٩٨٢ م.

<<  <  ج: ص:  >  >>