هذا، ومما يُلاحَظ على نص الوثيقة أن كاتبها الأول سنة ١٩٥ هـ وسماها "حجة" ثم سميت (قُرْميَّةً) في التجديدات المتوالية من عام ٣١٠ هـ حتى عام ١٣٧٧ هـ، كما يلاحظ تكرار حدود بني عَلَا شمالًا مرتين والأماكن مختلفة، وقد كُتبت الوثيقة في تجديدها الرابع على ورق الحجج الشرعية الأصفر السميك، ومُجدِّدُها للمرة الرابعة هو (حامد بن حُباب) السُّلَمي أحد سكان منطقة الكامل ورئيس هيئة الأمر بالمعروف فيها ولا يزال على قيد الحياة حين كتابة هذا الفصل عام ١٣٩١ هـ / ١٩٧١ م.
أعراف وعادات بني سُلَيْم في المملكة العربية السعودية
لا يخلو تدوينُ العادات والتقاليد من فائدة للتاريخ؛ ذلك "لأنَّ في العادات والتقاليد دلالةً على نوع الأخلاق، ونوع العقلية للشعوب"(١).
والعادات والتقاليد الواردة في هذا الفصل هي في واقعها سُلَميَّة، ولا يزال بنو سُلَيْم يمارسونها في ديارهم بهذه البلاد، أما بنو سُلَيْم المنتشرون في مصر وبلاد المغرب، فلابد أن عاداتهم سارت على نمط عادات الذين يساكنونهم وتقاليدهم، لأنَّ الإنسان مدني بالطبع.
وأكثر العادات التي أوردناها هنا، متوارث عن أسلاف بني سُلَيْم المعاصرين، وربما يكون بعضها الآن في طريق الزوال، بسبب طُرُوق المدنية والتعليم والتطور أبواب ديارهم. فإثباتها من هذه الناحية ذو أهمية خاصة بالنسبة لحلقات تاريخ هذه البلاد؛ لأنَّ ذلك يحفظ هذا التراث للأجيال القادمة يوم لا يجدونه مائلًا في المجتمع السُّلَمي الذي تطور بعد صدور هذا الكتاب.
وهذه طائفة من عادات بني سُلَيْم المعاصرين بهذه المملكة كتبها لنا حسين بن هندي السُّلَمي رئيس قرية الكامل: المركز الحكومي لديارهم.
[عاداتهم في الزواج]
حينما يهم أحد بني سُلَيْم بأن يتزوج، يأخذ والده أو أخاه الكبير مع كبار جماعته ويقصد بهم أهل المخطوبة، وبعد أن يرتشفوا كئوس القهوة العربية ويتداولوا القصص المناسبة - يتقدم كبير المجلس إلى وليِّ المخطوبة قائلًا له: فلان
(١) قاموس العادات والتقاليد والتعابير المصرية، لأحمد أمين، طبعة مصر.