للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وخلاصة القول أن هذا الرجل أبلى بلاء حسنًا وقاتل قتالا شديدًا ضد الحجاج، وكان أحد السواعد القوية التي اعتمد عليها مطرف بن المغيرة في حروبه وهذا ما أغاظ الحجاج بن يوسف عليه وجعله يتمنى زواله أو القبض عليه، وكتب بذلك كتابًا إلى عامله، وهذا نص الكتاب كما أورده ابن جرير الطبري "أما بعد: فإن كان الله قد قتل الحجاج بن جارية فبعدا له، فذاك ما أهوى وأحب، وإن كان حيا فاطلبه قبلك حتى توثقه ثم سرح به إليَّ إن شاء الله، والسلام" (١).

كما قاتل هذا الفارس المغوار مع ابن الأشعث ضد الحجاج سنة ٨٢ هـ في موقعة دير الجماجم، وقام بدور بارز وتولي ميمنة الجيش كما ذكر الطبري (٢).

وقاتل مع يزيد بن المهلّب عندما غزا جرجان وطبرستان سنة ٩٨ هـ وأبلي بلاء حسنًا، قال الطبري: "قاتل ابن أبي سيرة وابنا زحر والحجاج بن جارية الخثعمي على الساقة، فكان يقاتل من وراءه حتى انتهى إلى الماء، وقد كانوا عطشي فشربوا، وانصرف عنهم العدو، ولم يظفروا منهم بشيء، فقال سفيان بن صفوان الخثعمي:

لولا ابن جارية الأغر جبينه … لسقيت كأسا مرة المتجرع

وحماك في فرسانه وخيوله … حتى وردت الماء غير متعتع

[سفيان بن أبي العالية الخثعمي]

فارس شجاع وبطل مقدام، كان أحد قواد الحجاج المشهورين في حروبه ضد شبيب سنة ٧٦ هـ، قال الطبري (٣): "أقبل سفيان بن أبي العالية في خيل قد كان أمر أن يدخل بها طبرستان فأمر بالقفول، فأقبل راجعا في نحو ألف فارس، فصالح صاحب طبرستان، ثم قال: حدثني عبد الله بن علقمة عن سفيان بن العالية الخثعمي أن كتاب الحجاج أتاه: أما بعد فسر حتى تنزل الدسكرة فيمن معك، ثم أقم حتى يأتيك جيش الحارث بن عميرة الهمداني، ثم سر إلى شبيب حتى تناجزه، فلما أتاه الكتاب أقبل حتى نزل الدسكرة، ونودي في جيش الحارث


(١) ج ٦، ص ٣٠٠.
(٢) المصدر نفسه، ج ٦، ص ٣٤٩.
(٣) ج ٦، ص ٢٦٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>