للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذكر أن عبد الرحمن الفيصل قد تمكن من جمع حوالي ٦٠٠ رجل حوله من البحرين عبر بهم إلى العفير ميناء الأحساء الرئيسي وهناك التحق به كثير من أنصاره من قبائل المنطقة خاصة العجمان وآل مرة (١).

جمع عبد الرحمن حوله في الأحساء حوالي ٨٠٠٠ مقاتل بينهم ٥٠٠ فارس وهاجم بهم العثمانيين في الأحساء في شهر رمضان ١٢٩١ هـ، وكان هدفه إخراج الجنود العثمانيين من قلاعهم وتحصيناتهم، فبدأ بقلعة خزام الواقعة خارج أسوار مدينة الهفوف مقر الإدارة العثمانية في لواء الأحساء، وكانت قلعة خزام هدفًا جيدًا واختيارًا ذكيّا لبدء المحاولة بسبب موقعها وقلة عدد أفراد حاميتها، وقد تمنعت القلعة في بداية الأمر بسبب إحاطتها بخندق يعيق تسلقها بتأثير مدافع قلعة الكوت التي أمنت المساندة لها، لكن عبد الرحمن بن فيصل عالج تحصينات قلعة خزام بصنع سلالم مناسبة مكنته من اقتحامها في ١٥ شوال ١٢٩١ هـ/ ٢٦ نوفمبر ١٨٧٤ م، وقد قتل من الجند العثماني المدافع عن القلعة ١١ رجلا وإن كانت بعض المصادر تقلل العدد إلى ٦ أفراد من العثمانيين و ١١ رجلا من الجنود العرب الذين كانوا بداخل القلعة، كما قتل قائد حامية القلعة دخيل آل عريعر ابن عم بزيغ العريعر متصرف لواء الأحساء ومن جانب قوات عبد الرحمن بن فيصل قتل اثنان وجرح مثلهما. وقد وصلت في تلك الأثناء نجدات من آل سعود، فوصل سعود بن جلوي ومعه أحد أبناء سعود بن فيصل كما بدأ سعود في تجهيز نفسه للمسير إلى القطيف التي كان عبد الرحمن بن فيصل يخطط للمسير إليها بعد تمكنه من السيطرة على الوضع في الأحساء (٢).

[نجدة ناصر باشا السعدون وبطشه بالأحساء]

قدم المدد العثماني على نوعين، أولهما قوة عسكرية نظامية مكونة من ثلاثة أفواج تعداد كل منها حوالي ثمانمائة رجل تساندها ثلاثة مدافع، وعدد من الجنود غير النظاميين. أرسلت هذه القوات محمولة على ظهر سفينتين حربيتين وسفينة نقل إلى ميناء القطيف، وصل آخرها في نهاية شهر ديسمبر ١٨٧٤ م، وعلى متنها


(١) نفس المصدر ص ٩٢.
(٢) نفس المصدر ص ٩٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>