للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ستمائة جندي بقيادة ناصر باشا السعدون شيخ المنتفق يعاونه الفريق محمد باشا، وكان ناصر باشا السعدون قد تكفل بمهمة إنجاد بزيغ وإخماد انتفاضة عبد الرحمن ابن فيصل (١).

ومن أجل حشد قوات أكبر بادر عبد الرحمن بن فيصل بإرسال ابن أخيه سعد بن سعود إلى جودة وابن عمه فهد بن صنيتان إلى الهفوف لاستنهاض مزيد من التعزيزات، وقد بذل جهده للاحتماء من وطاة نيران المدفعية العثمانية التي ميزت قوات ناصر باشا السعدون حيث كان بحوزته ثلاثة مدافع ظل محاصرًا للأحساء مدة أربعين يومًا، وما لبث الجيشان أن التحما في معركة ضارية دامت أربعة أيام بدأت في اليوم الأول من شهر ذي القعدة في الحويرات. وكان عبد الرحمن بن فيصل قد اختار مجموعة خاصة مكونة من ١٦ فارسًا و ٨٠ من راكبي الهجن وعهد إليهم بمهمة تعقب ناصر باشا السعدون ومحاولة قتله، ولكنهم عندما اقتربوا منه أطلقت عليه النيران بكثافة فقتل رأسين من الإبل ففر الجميع في اضطراب مما أربك من كان مع عبد الرحمن بن فيصل وأدى إلى تفرق من كان معه، عندما أيقن عبد الرحمن بن فيصل أنه لا فائدة من الاستمرار في التصدي بسبب تفوق الجيش العثماني عددًا وعدة، ففر مع فهد بن صنيتان وعدد قليل من أتباعه الذي ثبتوا معه قاصدين جودة، فقد ذكر إبراهيم بن محمد أحد مرافقي عبد الرحمن بن فيصل الذي وصل إلى البحرين قادمًا من جودة عن طريق الزبارة مع أربعين من مرافقيه في شهر ذي الحجة ١٢٩١ هـ/ يناير ١٨٧٥ م أن عبد الرحمن بن فيصل لا يزال في جودة وأن أخاه سعود بن فيصل موجود في الرياض (٢).

سارع عبد الرحمن بن فيصل بعد الهزيمة من جودة إلى الرياض حيث وصلها في وقت مناسب، إذ وجد أخاه سعودا مريضًا يعاني من جرح بليغ أصابه في إحدى معاركه بجوار حريملاء، ولم يمض وقت طويل حتى مات سعود بن فيصل في ١٨ ذى الحجة ١٢٩١ هـ/ ٢٥ يناير ١٨٧٥ م، فتسلم عبد الرحمن بن فيصل الإمامة، إذ ذكر أن محمد بن سعود بن فيصل قد أخبره أن والده قد أوصى قبل وفاته بأن يعهد بالحكم من بعده لأخيه عبد الرحمن (٣).


(١) نفس المصدر ص ٩٧.
(٢) نفس المصدر ص ٩٩.
(٣) نفس المصدر ص ١١١.

<<  <  ج: ص:  >  >>