للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أَقُوْلُ لصَاحِبَيَّ من التَّعَزِّي … وقد نَكَّبْنَ أَكْثِبَةَ العَقَارِ

- أكثبة: جمع كثيب، والعقار: أرض ببلاد بني ضَبَّة.

الأقوال كلها متقاربة في تحديد هذا الموضع، فالقريتان وبعض بلاد ضَبَّة تقع كلها غرب الدَّهنَاء، ويظهر أن العقار هذا هو الرمل الواقع على طريق الحج البصرِيِّ بعد القريتين في وادي الرُّمَة قرب عُنَيْزَةَ، وقبل رامة، وهو قديمًا من بلاد ضَبَّة، ويسمى الآن نفود الشُّقَيِّقة.

ولكن هذا بعيد عن بلاد باهلة، فهو بعد عاقل بمرحلة على طريق الحج، وتقدم تعليل نسبة عاقل إلى باهلة، ولا أستبعد أن يكون الأمر بالنسبة للعقار مثل ما هو في عاقل.

[عكاش]

بضم العين وفتح الكاف مشددة بعدها ألف فشين:- لما وصف صاحب "بلاد العرب" الطريق من حَجْر إلى مكة، فذكر أهوى -وتقدمت- قال (١): وإن شئت إذا خرجت من أهوى وردت العُفَافَة وهي لباهلة، وكثيرًا ما يتخطونها إلى عُكَّاش. وقال (٢): فإذا جزت الهلباء وقعت في وادٍ حرج، ثم تجوز ذلك فترد عُكاشًا ماء لبني نُمَيْر، عليه نخل، فإذا جزت عكاشًا وردت العِيصَان. انتهى، وعد الهمدانيُّ عكاشًا من مياه بطن السِّر فقال (٣): بطن السر ومياهه وهو وادٍ فيه المياه عُكَّاشُ وخُفُّ والنِّطاف، وقال (٤): وخائع والنشَّاش ماءان مقابلان لِجُمْرَان وهو جُبيل مطروح، من دونه السَّمَنَات، وتزيد وعكاش ماءان، وعد البكري عكاشًا من مياه باهلة (٥).

ويظهر أن عكاشًا كان تتنازعه باهلة ونُمير المتجاورتان، وهو كما اتضح كلام الهمداني -من مياه بطن السِّر- وهو يقصد فيما يظهر وادي القِرْنَةِ أعظَمَ أودية


(١) ٣٦٥.
(٢) ٣٦٩.
(٣) "صفة جزيرة العرب": ٢٩٠.
(٤) منه: ٢٩١.
(٥) "معجم ما استعجم" ١/ ١١٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>