للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلما اشتد الكرب على المسلمين أرسل سعد إلى عاصم بن عمرو يا معشر بني تميم أما عندكم لهذه الفيلة من حيلة؟ قالوا: بلى والله ثم نادى عاصم في رجال من قومه يا معشر الرماة ادفعوا ركبان الفيلة عن المسلمين بالنبل وأنتم ياذوي الرماح والسيوف استدبروا الفيلة وقطعوا وضونها (حبالها) وخرج يحثهم ورحى الحرب دائرة بشدتها علي بني أسد فأقبل التميميون على الفيلة وأخذوا بأذناب توابيتها وقطعوا أربطة رحالها وانهالوا عليها بالضرب حتى ارتفع عواؤها فما بقي لهم فيل إلا عوى.

[زهرة بن حوية التميمي]

كان لزهرة بن حوية شأن في الجاهلية حيث إنه كان ملكًا لهجر وفي الإسلام فقد كان من أشهر قواد فتح القادسية وإذا كان من قواد بني تميم في الجاهلية مثل عتبة بن الحارث بن شهاب وقيس بن عاصم ومالك بن نويرة ولقيط ابن زرارة ومعبد بن زرارة والأهتم بن سنان وأسيد بن حناءة السليطي وخيبري بن عباد، وكثير من أمثالهم فما بال القارئ الكريم لأبطالهم في الإسلام (١).

[موقعة القادسية]

في هذه الموقعة أمّر الخليفة الثاني عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - سعد بن أبي وقاص على قيادة جيوش المسلمين في بلاد الفُرس فأمر الأمراء وجعل الرايات لأهل السابقة ومنهم زهرة بن حوية التميمي ومعه ٣٠٠٠ ثلاثة آلاف من بني تميم، فلما انتهى إلى العذيب بعث بسرية من الجيش للإغارة على الحيرة فصادف أخت المرزبان حاكم الفُرس تزف إلى زوجها فحملوا الأثقال والعروس في ٣٠ امرأة ومائة من التوابع (الخدم) ومعهم ما تجل قيمته عن التقدير فقسمه القائد العام بين المسلمين.

[زهرة والجالينوس]

وبعد ذلك سار رستم قائد الفرس إلى ساباط في ٦٠.٠٠٠ مقاتل وفي مقدمة الجالينوس ٦٠.٠٠٠ ألف أخرى غير كبار الضباط ومعهم من الأسلحة


(١) انظر: بني تميم ومكانتهم في الأدب والتاريخ ص ٢٤٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>