للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويبدو أن الشيخ حسن خليفة قد عُرف بالإسراف الشديد في إنفاق موارد القبيلة والبذخ والكرم الزائد عن الحد وحرمان كبار رجال قبيلته منها فنصح مرارا بترك البذخ فلم يستمع إلى هذه النصائح، فاجتمع رجال قبيلته وقرروا إعفاءه من الشياخة وتعيين الأرشد من إخوته مكانه فرفض التنازل عن المشيخة فتقدموا ضده بشكاوى إلى الحكومة بالخرطوم زمن الحكمدار لطيف باشا (١٨٥٠ - ١٨٥١) وذلك في عام ١٨٥١ الذي حقق معه وعزله من وظيفته وعين مكانه شقيقه حسين خليفة العبادي (١).

وقد ربطت الحكومة لحسين خليفة ماهية شهرية قدرها خمسة وعشرون جنيها مصريا مع أخذ ستة قروش عن كل جمل يمر بطريق كرسكو وأبي حمد، بالإضافة إلى ما يأخذه العبابدة خبراء الطريق وأصحاب الجمال أجرة لجمالهم في نقل مهمات الحكومة وبضائع التجار المسافرين وسلعهم.

وقد رافق حسين خليفة سعيد باشا والي مصر في سنة ١٨٥٧ م أثناء زيارته للسودان فمنحه أراضي شاسعة في زمام إدفو بالإضافة إلى لقب البكوية. وقد عين حسين خليفة في عام ١٨٦٩ مديرا لبربر. وفي سنة ١٨٧٠ أصبح مديرا لبربر ودنقلة معا وأنعم عليه برتبة الباشوية، وقام بعدة إصلاحات كحفر الترع وإدخاله نظام تسجيل الأراضي بالمديريتين (٢).

[ازدياد وتفاقم مشكلات الطريق وأهم الجهود]

إذا كان طريق التجارة الشرقي إلى السودان قد تعرض لبعض المشكلات وأشرنا إلى بعض منها، فهذا شيء طبيعي ولا سيما قبل عام ١٨٤١ أما بعد هذا العام فالأمر جد مختلف، وبالتالي فإن مشكلات الطريق قد تفاقمت بشكل بين؛ نتيجة لظروف جديدة قد يكون ظاهرها سياسيا ولكنها تحمل بين جنباتها طابعا تجاريا.


(١) حسن أحمد حسين العبادي: المرجع السابق. ص ١٣.
(٢) حسن أحمد حسين العبادي: المرجع السابق. ص ١٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>